اعتدنا فى مصرنا الحبيبة خلال السنوات الأخيرة أنه حينما يفشل أحد المسئولين فى مواجهة أزمة كبرى تقع فى نطاق إدارته ، أن تقوم إدارة الدولة باستبدال هذا المسئول بآخر يملك من الكفاءة والخبرات ما يؤهله لخلافة سابقه، بينما ما حدث خلال العام المنصرم بوزارة التربية والتعليم هو أمر يستحق الدراسة بالفعل.
فالأزمات التى واجهت د. الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم كفيلة بإنهاء مسيرته بالوزارة بعد أسابيع قليلة من توليه المنصب الرفيع فى التاسع عشر من سبتمبر 2015 ، إلا أن تمسك سيادته بالحقيبة الوزارية فاق جميع التوقعات ، وكأن الرجل الحديدى لا يوجد له بديل أكفأ لتولى هذا المنصب الحساس.
ونبدأ مع أولى الأزمات التى اختلقها سيادة الوزير من العدم بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه، حينما أصدر قرارا بتخصيص 10 درجات لطلاب الثانوية العامة للحضور والسلوك ، والذى نتج عنه حالة من الغضب بين الطلاب وأولياء الأمور ، استتبعه سيادة الوزير بمزيد من التعنت بتمسكه بعدم إلغاء القرار ، قبل أن يضطر السيد المهندس رئيس الوزراء لإصدار قرار بإلغاء قرار الرجل الحديدى .
أما الأزمة الثانية فهى لم تكن بسبب تسريب امتحانات الثانوية العامة ، بل كانت فى طريقة إدارة السيد الوزير للأزمة ، حيث دأب على نفى ما حدث والتقليل من مخاطر المشكلة حتى استفحلت منه ليضطر فى النهاية لإلغاء وتأجيل امتحان عدد من المواد منها التربية الدينية و الجيولوجيا والتاريخ والديناميكا .
ثالث الأزمات أيضاً كانت من إنتاج الرجل الحديدى والتى فجرها خلال اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى فى 29 اغسطس 2016 ، حينما أصدر قرار مفاجئا بإلغاء امتحان نصف المرحلة الدراسية – Mid term – واستبداله بالامتحانات الشهرية ، وبعد عاصفة من الاستهجان والسخرية من قرار الوزير غير المبرر ، حتى اضطر للتراجع عن تفعيل القرار بعد 24 ساعة فقط من إصداره ، بداعى إجراء حوار مجتمعى لاستطلاع اراء أولياء الأمور قبل بدء العمل بالقرار الملغى .
أما رابع أزمات السيد الوزير وأبرزها على الإطلاق كانت بإصدار سيادته لتوجيهاته فى الخامس من ديسمبر الماضى بتفعيل المادة 15 من القرار رقم 285 لسنة 2014 بإجراء الامتحانات لطلاب مدارس اللغات باللغة الأجنبية التى يدرسونها ، وهو ما تسبب فى صدمه لأولياء الأمور والطلاب على حد سواء ، وتم تصعيد الأزمة إلى مجلس النواب الذى شهد بدوره موجه عارمة من الانتقادات لآداء الرجل الحديدى وقراراته الغير مبرره ، وانتهى الحال الى تجميد العمل بالمادة المذكورة.
فى النهاية لا يسعنى إلا أن أقول .. لكم الله يا طلاب مصر ، ولا أملك إلا توجيه نداء إلى السيد رئيس الجمهورية ، رفقاً بالتعليم وطلاب التعليم ، ورفقاً بأولياء الأمور ، والسلام ختام .