يعرف الجميع أن مصر بلد العجائب
بلد الأهرامات وأبو الهول
بلد الحارات والأحياء الراقية
بلد العلماء والحرفيين
بلد العباقرة والعظماء
بلد أثر فى الزمن
ولم يؤثر فيه الزمن
فرغم موقعها الجغرافى الذى جعلها مطمع لكل غازٍ عبر العصور
فلم تتأثر بأى منهم وبثقافته
بل بالعكس تمامًا
هى من أثرت فيه ودحرته
وأجبرته على الرجوع مطأطئ الرأس مهزوم شر هزيمة
فها هى مصر
تثبت للجميع أنها بالفعل بلد المتفردات
ففى يوم 25 يناير عام 1953
سطرت الشرطة المصرية ملحمة تاريخية
جعلت من هذا اليوم عيدًا للشرطة
يفخر بها ليس من ينتمى إليها فقط
بل لكل من ينتمى إلى الشعب المصرى بل للعروبة جمعاء
ويشاء القدر
وإثباتًا لتفرد هذا الشعب
وعظمة كنانة أرض الله
أن يكون نفس هذا اليوم من عام 2011 هو ثورة شعب على هذه الشرطة التى سطرت أعظم الملاحم البطولية عام 1953
فاجتمع الضدين فى يوم واحد
وتشابكوا فيه فالمثار عليه يحتفل بيه كيوم عيد له
والثائر عليه يحتفل بيه كيوم عيد له
حيث هو اليوم الذى جعل هذا الشعب
يخرج وينتفض ليقول لشرطته كفى عن البطش
كفى عن الولاء للنظام
وعودى للوطن
وولاؤك للشعب
فكان له ما أراد
وصارت الشرطة للشعب
بعد أن استوعبت جيدًا للدرس
فالتف حولها الشعب من جديد
فى 30 يونيو
حمل الشعب شرطته فوق أعناقه
وعاد الجميع للوطن
الكل يبنى فى مكانه ومن مكانه
ودارت عجلة الوطن للأمام
تنظر لقطار الزمن الذى لم ولن يتوقف
لأحد محاولة اللحاق به
إلا فصيل
آثر أن يركن تحت ظل يوم 25 يناير 2011
ظناً منه أنه سوف يعود
ولم يؤمن يومًا بأن المستحيل هو ما يفعله
وأن حلمه صار كابوسًا يطارده
وما زال يغرد خارج سرب الوطن
ولم يعد صوته له دوى إلا عبر دائرتهم فقط
التى هى من تصطنع هذا الصوت
لتسمعه هى فقط
وأفخر وسأظل افتخر
إنى مصرى ومصريتى كل الفخر
وستظل مصر دائمًا
أم الدنيا
وبلد العجائب
والشعب الذى لا يعرف المستحيل
سيظل الشعب المعلم
والملهم والعاشق لوطنه
وعاشت مصر
متفردة حتى فى يوم عيد شرطتها
ويوم ذكرى ثورتها
وتحيا مصر
تحيا مصر
تحيا مصر