دعنى أستوقفك كقارئ للحظة عند ما تقرأ الأخبار فى الصحف الورقية أو فى شريط الأخبار أسفل شاشات التلفاز، هل مكتوبة بشكل سليم؟.. خالية من الأخطاء الإملائية أو الأخطاء البسيطة؟.. هل هناك أحرف مُشكٌلة؟..
كيف كتبت الأرقام؟..
ولك أن تضع كل سؤال يدور ببالك، والجواب نجده عند الغائب الذى لم يسأل عنه أحد، وهو "المصحح اللغوى" الذى أصبح كائنا خياليا بالمؤسسة التليفزيونية والصحفية هذه الأيام، قديماً كان يعتمد عليه كثيراً حتى من كبار الكُتاب، حيث يراجع من بعدهم حتى يخرج النص صالحا للقراءة، وبدون أخطاء نحوية، خاصة فى كبرى المؤسسات التليفزيونية أو الصحفية، التى قد ينقل منها مصادر أقل خبرة.
أصبحت تلك المؤسسات تعتمد على كفاءة المحرر فقط، أو المصحح قليل الخبرة الأمر الذى يترتب عليه أخطاء وطرائف كتابية قد تسىء لسمعة الكيان كاملاً، وذلك لأن المختصين بدراسة اللغة العربية يلجأون للتدريس باعتباره مصدرا أفضل لكسب الأموال.
وجاء من اتجاه آخر الإعلام الإلكترونى الذى يعتمد أولاً وآخراً على السرعة فى النقل، دون مراعاة سلامة اللغة، فاللغة العربية، التى أغرت بمعانيها شعراء على مر العصور، وتشكيلها الذى يعتبر حُلى وأناقة على السطور، ومفرادتها التى أثقلت النثور، نعجز الآن عن صياغتها بشكل لائق بين السطور، والحل عند المصحح اللغوى الذى غاب ولم يسأل عنه أحد.