على زايد عبد الله يكتب: نجوم مسرح مصر ومخاوف مشروعة

منذ أن أطل علينا مسرح مصر فى صورته الجديدة بعد انفصاله عن تياترو مصر، كمسرح يقدم العديد من المسرحيات الكوميدية والتى بدأ عرضها بداية من 28 أغسطس 2015 بعد الموسم الثانى من تياترو مصر بأيام قليلة، قد استبشرت خيراً لعودة المسرح لسابق عهده فى عرض عدد من المسرحيات الكوميدية الساخرة وبنفس قوة ما عُرض من قبل، وقد أفرزت هذه المسرحيات التى يقدمها مسرح مصر الكثير من الوجوه الجديدة أصحاب المواهب الشابة، والتى تبشر بالخير فى المستقبل سواء فى تقديم المسرح أو الأعمال الدرامية أو السينمائية والتى تعبر عن مشاكل المجتمع الحقيقية دون تسويف وبما لا يتنافى مع المقومات الاساسية للمجتمع سواء من النواحى الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، بمعنى أخر- بما لا يتنافى مع النظام العام والآداب العامة.

ومع بزوغ نجم أبطال مسرح مصر من المواهب الشابة بدأ يلهث وراءهم المنتجون السينمائيون وعلى رأسهم الأخوان محمد السبكى وأحمد السبكى، فى محاولة منهم لاستقطاب هؤلاء النجوم الشباب والتعاقد معهم على عدد من الأفلام السينمائية، وذلك لتحقيق مزيداً من الربح المالى والشهرة لكلا الطرفين، وقد شارك بالفعل نجوم مسرح مصر باستثناء اثنين أو ثلاثة من نجومه فى بطولة فيلم أوشن 14، والذى تم عرضه فى منتصف شهر يناير الماضى بجميع دور العرض السينمائى، وهذا الفيلم من إنتاج المنتج السينمائى محمد السبكى، ويقدم نفس المادة السينمائية الغالبة على أفلام السبكى وعائلته - والتى لا تخدم مشاكل المجتمع بل تزيد من آلامها – التى تعتمد على الإثارة والهوس الجنسى لفئة الشباب وساهمت بشكل كبير فى انتشار أعمال البلطجة والتى تنتهى بارتكاب العديد من الجرائم الجنائية، هذا فضلا عن التقليد الأعمى من قبل صغار الشباب غير الواعى بخطورة ما يفعله لأبطال هذه الأفلام فى الأدوار المسندة إليهم.

وهنا ألوم على هؤلاء النجوم الذين انجرفوا وراء حلم الثراء السريع والشهرة والنجومية من خلال قبولهم لأداء هذه النوعية من الأفلام الهابطة، فهؤلاء النجوم قدموا من خلال مسرح مصر، مسرحاً يوصف بأنه محترم يحترم عقل المشاهد، وإن كان لى بعض التحفظات على بعض المشاهد التى تحتوى على بعض الألفاظ التى لا يليق أن تصل إلى آذان أطفالنا ممن يتابعون هذه المسرحيات بالمسرح أو من خلال شاشة التليفزيون، ولكن إجمالاً يمكن وصف هذه المسرحيات بأنها جيدة فى محتواها وإن شذت فى بعض القليل منها، وفى وجهة نظرى المتواضعة أن من يقدم مسرحاً بهذه المواصفات، لابد وأن يقدم بالتبعية أعمالاً درامية وسينمائية لا تقل فى المستوى عن سابقتها من الأعمال الأخرى، ولكن ما قام به نجوم مسرح مصر فى فيلم أوشن 14 وظهورهم فى مشاهد هذا الفيلم يروجون لتعاطى المخدرات من خلال تواجدهم فى الملاهى الليلية بصحبة بعض بنات الليل وغيرها من المشاهد التى عُرضت فى الفيلم، هو أمر لا يمكن أن نقبله نحن المشاهدين والمتابعين من محبى هؤلاء النجوم، فبضاعتهم للأسف رخيصة وإن استمروا فى ذلك فسوف يكتب لهم نفس المصير الذى كُتب لغيرهم من النجوم الذين قدموا من قبل مثل هذه الأعمال، وهنا أقول لهم فى هذا الوقت هذه بضاعتكم ردت إليكم، وهنا لى لوم بسيط على مكتشف هؤلاء النجوم ومقدمهم إلى المسرح، وهو الفنان القدير والذى أقدره كثيراً الفنان أشرف عبد الباقى، ويتمثل اللوم هنا فى عدم تقديم النصيحة الحقيقية لهؤلاء النجوم قبل الإقبال على مثل هذه الأفلام التى تأخذ كثيراً من رصيدهم عند المشاهدين، وهذا اللوم قد يكون فى غير محله وظالما للفنان أشرف عبد الباقى لأنه قد يكون بالفعل قدم النصائح والخبرة الحياتية لهؤلاء النجوم ولكن الرغبة الحقيقية لهم جميعاً كانت خوض مثل هذه التجربة السينمائية الأولى بقطع النظر عن المحتوى المقدم فيها.

وصفوة القول فى ذلك إن على هؤلاء النجوم أن يعيدوا التفكير جيداً فيما يُعرض عليهم مستقبلاً من أعمال سينمائية تعبر حقيقة عن الواقع الذى نعيشه بعيداً عن التسويف والمتاجرة بقضايا المجتمع وبما لا ينتقص من الرصيد الفعلى لهم عند جمهورهم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;