كل يوم فى الصباح يستيقظ المصريون على تراجع للطبقة المتوسطة تتراجع بخطوات واسعة وسريعة وتتراجع وتكاد تكون تتهاوى ولو اندثرت كُليةً سيتغير شكل مصر كُلها بل نستطيع أن نقول إنه ستضيع هوية مصر.
فماهى إذاً هذه الطبقة ؟ وماهى أهميتها ؟ وكيف تُحافظ على توازن الدولة؟ هذه الطبقة هى طبقة العظماء هى الطبقة التى تحافظ على التوازن بين ( طبقة ) لا تعترف إلا بمصالحها بطريقه شرعية أو غير شرعية وكيف تُحافظ عليها وبين ( طبقة أخرى ) تحاول جاهده أن تتشبث بالحياة بأى وسيله شرعية أو غير شرعية ايضاً وهنا تظهر الطبقة الرابطه بينهم هى طبقة لاتصل فى مستوى تعليمها إلى مستوى الطبقة الأولى ولا تنحدر لمستوى جهل الطبقة الثانية هى الطبقة التى لا ترتدى ثيابها من أفضل الماركات العالمية ولا هى الطبقة التى ترتدى ثيابها من شوارع العتبة هى الطبقة التى لا تركب السيارات الفارهة ولا هى الطبقة التى تركب التوك توك هذه الطبقة هى التى لا تركب قطار رجال الأعمال ولا تركب القطار القشاش ولكنها لم تصل لمستوى المثل الشعبى مثل الراقصة التى رقصت على السلالم (ولا إللى فوق شافوها ولا إللى تحت سمعوها) ولكنها طبقة تنحت فى الصخر لتعيش ليس لتصل لمستوى الطبقة الأولى ولا لتنحدر لمستوى الطبقة الثانية هى فقط تحاول الحفاظ على مستواها وهى دائماً لافته للنظر لأنها دائماً تحاول النجاح دون خوف من الخسارة مثل الطبقة الأولى ولا خوف من الانحدار مثل الطبقة الثانية ولذلك لم يخرج من الطبقة الأولى جمال عبد الناصر ولا مجدى يعقوب ولم يخرج من الطبقة الثانية السادات ولا رأفت الهجان فهما طبقتان صراعهما لشخصهما فقط ولمصالحهما فقط ولأحلامهما فقط ولكن الطبقة الوسطى هى الوحيدة التى تُفكر دائماً فى مستقبل دولتهم وهى الطبقة الوحيدة التى تُفكر فى أن يُساعد من بالطبقة الأولى كل من هم بالطبقة الثانية هى الطبقة الوحيدة التى يكون طموحها لغيرها ولذلك يخرج منها الطبيب والمهندس والمدرس والضابط والقاضى لأنهم يعشقون التطوير ويعيشون للتغيير وطموحهم لا ينتهى ودائماً هم يخافون على سمعتهم فلا هم يسعون لشراء الجميع للخروج من أزماتهم مثل الطبقة الأولى ولاهم مطية السُلطة مثل الطبقة الثانية هم فقط يبحثون عن الحائط ليسيروا بجانبه لأنهم لديهم طموح يخافون عليه هم غالباً راضون عن حياتهم مع بعض التعديلات بس هذه التعديلات ليس فيه كشخص فقط بل فى كل العقول التى تُحيط به.
ولكن للأسف بدأ الجميع يعمل ضد هذه الطبقة فهناك جزء يعشق أن يعيش ذليلاً للطبقة الأولى وهناك جزء يحتقر الاقتراب من الطبقة الثانية ولذلك كان الأسهل والأيسر هو أن تنتهى هذه الطبقة المتوسطة فهى طبقة مُزعجة وغير مفيدة طبقة دائماً تطلب ولا نستطيع أن نأخذ منها شيئا سوى طلبات وطلبات وطلبات فهى ليست كالطبقة الأولى التى نحتاجها ولا مثل الطبقة الثانية التى نذلها وجاء رجل بعد ثورتين اسمه تردد فى العالم كله مؤمن بشعبه وهو ابن هذه الطبقة المتوسطة إنه الرئيس عبد الفتاح السيسى جاء ليُفجر مفاجأة لم يتوقعها أحد فقد طلب من الطبقة الأولى التبرع من أجل مصر وللأسف كان يعرف إجابتهم مُسبقاً ولكنه كان يعرف طريقه ويعرف من يستطيع الاعتماد عليهم ومن يستطيع رمى حموله عليهم وفجر المفاجأة وكان طلب مساعدة الدولة فى مشروع تطوير قناة السويس وفى أسبوع تخطت المبالغ حاجز الـ64 مليار جنيه راهن الرئيس ابن هذه الطبقة لأنه منهم ويعرفهم ويثق فى قدراتهم وهنا رسالتى للجميع القضاء على طبقة لحساب طبقة يدمر الجميع والطبقة الوسطى هى عماد الدولة وهى عمودها الفقرى الذى لو أصيب لانهار الجسد كله إنها القلب النابض الذى لو توقف لتوقف ضخ الدم لشرايين الدوله إنها أرجل الدوله التى تمشى عليها والتى لو كُسرت لعجزت الدوله كلها عن السير انتصروا لهم ادفعوهم للأمام استغلوا طموحهم اسعدوا بنجاحهم ساعدوهم على تطوير أدائهم حببوهم فى مستقبلهم لا تهتموا بطبقة عاشت لنفسها ولا لطبقة ارتضت الانبطاح وترفضوا طبقة عاشت وتموت لتحيا مصر.