التطرف ليس إسلامى الهوية.. ولكن هناك بعضا من أهلنا المسلمين بمصر يشوه الإسلام بالعديد من الحوادث الإرهابية، ومن ثم لنا تأمل من القاتل والمقتول الأحد الماضى الدامى نجدهم مصريون فى كنيسة مار جرجس بطنطا، ومحيط كنيسة مار مرقس بالإسكندرية.
ودعاة القتل والإرهاب يندسون علينا لإضعاف مسيرة التقدم، وتلك الإعمال الإرهابية يحرمها الإسلام ويضعها فى تصنيف أبشع الجرائم الإنسانية والمحاولات اليائسة بالتأثير على الوجدان الوطنى والضمير الإنسانى الواعى، الذى يدرك أن هذه الأعمال البربرية لن تنال من قيمه الرفيعة، والإرهاب يعتبر وليد أفكار شريرة من عقول سقيمة ومضلة للطريق، ومن يمارس الإرهاب أناس فقدوا صواب الفكر والعقل، وهم ينشدون إزهاق الأرواح البشرية دون ذنب، وهدر الأموال، وإتلاف الممتلكات، ونشر الرعب والخوف فى قلوب الآمنين.
والإرهابيين يقتلون ويدبرون، وهم بلا دين وبلا رحمة، وكل الأديان السماوية حرمت القتل، والإرهاب لا دين له، كما أن الآخر يستغل تلك الحوادث للصق الإرهاب بالدين الإسلامى، والجميع يعرف من هو الإرهابى، والإسلام العظيم حرم الإرهاب، واعتبره شكلاً من أشكال القتل والبعد عن الدين، والإرهاب انتشر فى عالمنا العربى وهو يشكل حلقة من مؤامرة كبرى ضد العرب والإسلام، ولذا نحن نعانى من ظاهرة الإرهاب، وما الدماء التى تسيل فى مصر إلا دليلا على تنامى تلك الظاهرة المشئومة التى ألقت بظلالها القاتمة على المشهد الإنسانى المصرى والعربى، والحقيقة أن الإرهاب ليس حكراً لديانة معينة، ومن هنا نحن بحاجة لتثقيف الناس وتربيتهم على قيم الدين الصحيحة،وتوعيتهم بما جاءت به الشريعة الإسلامية من توجهات، وما أكد عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أخلاقيات وضوابط تحكم السلوك الإنسان فى حياته، ومن شأن التربية الصحيحة من منبع الدين الصحيح، والشريعة الحقة أن تصحح أفكار من يتوجه إلى فكر الإرهاب بحيث يستدرك خطأه، ويعود عنه حينما يبدو له الصواب والحق.