الفيس بوك عالم افتراضى نعيش ونجد فيه الصحبة والأهل والأحباب، نجد فيه صحبة ربما لم نقابلهم من قبل، ولكنهم أصبحوا جزءا من يومنا نتواصل معهم ويتواصلون معنا، نتشارك الرأى والمودة وبعض الأحيان أصبح وسيلة للاطمئنان على بعصنا البعض، فهو الأسهل للتواصل ومعرفة الأخبار الخاصة بين الأفراد والأخبار العامة للمجتمع ككل، فى هذا العالم الافتراضى نخسر أشخاصا حقيقيين فى حياتنا ونكسب مودة آخرين لم نقابلهم أبدا فهو بالفعل وسيلة تواصل اجتماعى بمعنى الكلمة.
الفيس بوك وسيلة نقل للخبر والرأى لا يستهان بها فهى تحرك الكثير من القضايا والأحداث والموضوعات وتحولها إلى قضايا رأى عام، البعض لديه ضمير ويكتب ما هو مفيد ويساعد الناس فى حل مشكلاتهم، والبعض ينشر الفتن والأفكار الهدامة وربما أفكار تهدم كل القيم والمبادئ، ومن يقوم بعرض وجهة نظره فى القضايا العامة ويصول ويجول ويحلل ويعرض أفكاره وهو مقبول فى إطار الحدود المعمول بها، إبداء الرأى حق لكل مواطن، ولكن المهم أن يكون هذا الرأى مبنى على علم أو دراسة وخبرة فى المجال، وهو شىء رائع ومفيد، الكلمة أمانة وسوف نسأل ونحاسب عنها أمام الله، فالكذب هو الكذب سواء قيل مباشرة أو كُتب على الفيس فهو ينشر الفتنة ويحدث بلبلة فى المجتمع، والفتنة أشد من القتل، مرعاة ضمائرنا وتحرى الدقة والصدق أهم بكثير من أن نلهث وراء الجدال ومحاولة إثبات وجهة النظر بكل الطرق حتى لو كانت بطرق غير مشروعة، كالكذب ومخالفة الضمير، فنجد ظاهرة إبداء الرأى والتقول دون علم أو حتى خبرة أراء من باب أنا موجود (الفتى وهو الاسم الدارج للكلام بدون علم).
الفيس بوك فتنة، والجهر بالقول أصبح لغة العصر سواء كان حقا أو باطلا، ويوجد من ينشرون أخبارا كاذبة لا تمت للواقع بصلة، واللافت للنظر أن الخبر على الفيس ينتشر بسرعة البرق، وتوجد فئة لا تتحرى أبدا الصدق ولا إن كان الخبر يتماشى مع المنطق أم لا فتسارع بالنشر مما يثر القيل والقال دون وجه حق.
لقد أصبح الجميع علماء فى الاقتصاد والسياسة والبروتوكولات الدولية والحوارات السياسية، وخبراء عسكريين كل شىء وفى كل المجالات أصبح الجميع عالمين ببواطن الأمور.
المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى، ولا نعلم شيئا عما تحمله لنا الأيام القادمة، نحن فى محنة، الله سبحانه وتعالى القادر أن يحفظ مصر وأهلها من السوء پإذنه تعالى، وعلى كل منا أن يتحرى الدقة فيما يكتبه على حسابه على الفيس، ليس من الضرورة أن يحلل ويعرض وجهة نظره المتشائمة الفظيعة ويتوقع البلاء قبل حدوثه حتى يظهر بأنه العالم ببواطن الأمور، على نياتكم ترزقون، استبشروا بالخير تجدوه ،حتى لو تقطعت كل السبل، فاليقين بالله والثقة فى قدرته قادرة على أن تنجينا إن شاء الله نحن جميعا فى مركب واحد وليس لنا وطن آخر حتى نقول هذا الوطن لا يعجبنا وسوف نتركه يخرب والعياذ بالله ونغادر.
معظمنا لا توجد لدينا أى خبرة سياسية ولا خبرة اقتصادية، ونحن وسط الأزمة التى تعيش فيها مصر من الضرورى والواجب أن نحكم ضمائرنا ونستفتى قلوبنا فى كل كلمة، نحاول أن نتمسك بأمل النجاة من أزمتنا بوحدتنا وحبنا لبعضنا البعض نتعاطف ونتراحم ونساعد بعض حتى ولو بالكلمة الحلوة، ونكثف الدعاء من أجل أن يحفظ الله مصر وأهلها من كل شر.