إن المتأمل فيما يجرى على الساحة المصرية خاصة والإسلامية عامة يجد عقب كل عملية إرهابية هذا الهجوم المركز والمتتابع والموجه. نحو تجديد الخطاب الدينى وبما يتضمنه هذا الاتجاه من توجيه أسهم الاتهام نحو الدعوة والدعاة وعلماء المسلمين من إذكاء روح التعصب الدينى المؤدى فى رأيهم إلى كثير من التحريض الدينى وعمليات الإرهاب، وإن كنا لا نختلف فى أن عملية التحريض إن وُجِدت تؤدى إلى كثير من هذه المشاكل ولكن لنا هنا وقفه يجب ألا نغفلها وهى أن علماء الإسلام والدعاة على منابر المساجد ومنذ الأبد لم ولن يكونوا محرك فتنه وهذا عهدنا بهم دائما .
وهنا أضرب للجميع مثالا وأدعوكم للحكم معى فكلنا كمسلمين نذهب للمساجد بشكل متكرر ويوميا وتكون الفرصه الأكبر للالتقاء بإمام المسجد والتلقى منه مباشرة يكون فى خطبة الجمعة. وعن نفسى وبما يقارب الأربعين عاما من هذا الموعد الأسبوعى أستطيع أن أجزم بأنه لم يحدث أن سمعت من أحد هؤلاء كلمة تحريض أو حث على عنف ضد شركاء الوطن أهل الذمة على حد تعبير ديننا الحنيف، حيث إن كلمة أهل الذمة معناها أنهم أمانه فى رقابنا وذمتنا ومحاسبون عليهم أمام الله .
وإن كان منكم من كان يسمع غير ذلك فيخبرنا بل إن عكس ما يشاع هو ما كنا نسمع ونتعلم.
أما وأن يقول قائل إن شيوخ الفضائيات والكاسيتات الذين تمرسوا فى العقود الأخيرة على تحريض الشباب وإذكاء روح الحماسه بينهم . فالكل يعلم أن هذا كان يحدث تحت سمع وبصر المسئولين . رغم علم الساده المسئولين إن هؤلاء الشيوخ لا ينتمون إلى مؤسسه الأزهر الشريف الضاربة بجذورها عبر التاريخ ولا إلى وزارة الأوقاف برجالها وعلمائها العظام الأجلاء.
وهنا كان من الواجب دفع هذه الإفتراءات عن علمائنا الأجلاء . ويكفيهم ما تعرضوا لهم من هجوم طيلة سنوات واتهامات من كثير من المغرضين والمتسلطين ممن لا يروق لهم تلك الثقه بين علماء الأمه وبين عامة الشعب .
فراح الكثير منهم ممن يطلقون على أنفسهم لقب باحث . ذهب بعيداً فى حربهم ضد علمائنا بأن شككوا فى أمانتهم وعلمهم وسيرتهم الشخصيه بل ذهب بعضهم إلى وصف تراثنا الثقافى الدينى بأنه تراث عفن .
فإلى كل هؤلاء وإلى كل من يسير على نهجهم رفقاً بهذه الأمة وعلمائها فهم حائط الصد الأخير أمام هذا الهجوم والغزو الثقافى عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجى الحديث. وكفانا انسياق خلف مقولة تحديث أو تجديد الخطاب الدينى . فالدين لا يبلى ولا توجد عيوب تدعونا إلى إعادة صياغته .
فقط نحن كبشر نحتاج إلى أن نعلم من هو العدو الذى يجب علينا مواجهته والحذر منه والتفكير فى طُرق مواجهته.