محطات الأخبار الغربية لا تكتفى فقط بإذاعة نبأ عن حادث إرهابى استهدف مكاناً ما فى الشرق الأوسط، بل تنصح المواطنين بعدم السفر للدولة صاحبة المكان، ولك أن تتصور حجم التهويل أن كان هذا الحادث الإرهابى قد استهدف دولة عربية آمنة، تجد سرعة فى النشر وإطالة فى العرض، وكأن هذه المحطات تهوى هذا، فالحديث عن البلاد العربية يكون بعرض صور الخراب والتدمير والتفجير طيلة الوقت، أما عرض ثقافتنا ومعالمنا وجمال بلادنا فهو ليس فى قاموس هذه المحطات .
هم لا يفقهون إلا فكرهم فقط، فالإرهاب لا يُفرق بين أحد وليس بعيداً عن أى أحد، فالحدث الإرهابى فى الدول الآمنة التى تكون فى منأى عن بؤر الإرهاب لهو الأكثر جللاً وأكثر ألماً.
بالطبع نحن هنا المصريون نتألم مما لاقته إنجلترا فى حادث مانشستر الإرهابى، ونشارك الشعب الإنجليزى فى محنته، ولا شك أننا نستنكر هذا الفعل النكير ونغضب لحدوثه .
وهنا يجب أن تتوقف بريطانيا العظمى للحظات وتُفكر فى كيفية مشاركة الدول العربية بعملية حقيقية متجردة سبل مكافحة الإرهاب بالشكل العملى الذى يعكس نتائج حقيقية ملموسة على أرض الواقع .
لا شك أن بريطانيا تراخت كثيراً فى السنوات العشر الماضية عن مكافحة ومواجهة الإرهاب، وهى لا تدرى أنه يزحف نحو الجميع قبل أن يزحف نحوها، ونتعشم فى بسط قواعد وقنوات اتصال حقيقية بينها وبين الدول التى تتضرر من الإرهاب لمساعدتها العملية فى القضاء على الإرهاب الظاهر الذى يحتل أماكن بعينها ويفرض الوصاية، ويتخذ من هذه الأماكن ملاذاً آمنناً للهجوم على أماكن أخرى وتصدير عناصر إجرامية للخارج لترهيب كل دول العالم .
بريطانيا يجب أن تتوقف فى هذه اللحظات التاريخية لتضع يدها بيد الجميع، فالخطر ليس ببعيد عن أى أحد ويجب أن تتضافر الجهود لتقويضه دون زحف أكثر .