حالات كتير ممكن تمر بيها، لكن من أصعب الحالات اللى ممكن توصل نفسك ليها هى حالة الندم على الوقت، دايمًا الحالة دى من الندم بتكون على حاجه فاتت وخلص وقتها، ودايما بتقول انك "محسبتهاش صح"، فكرت قبل كده يعنى إيه " محسبتهاش صح هى ليها اكتر من سبب، سواء على فرصه ضاعت أو تصرف فى موقف معين، ولكن معظمها بيكون راجع بسبب أضاعه الوقت وعدم إدراك أهميته أو عدم إدارته بالطريقة السليمة، واللى سببت النتائج اللى ممكن يتندم عليها.
المهم أنك بتقول محسبتهاش صح وده معناه انك عارف أن الموضوع كان لازم يكون ليه طريقه سليمة فى حسابه، يعنى بطريقه أسهل شويه، انك كنت لازم تحسب كل خطوه صح وتحطها فى وقتها المناسب وانك متضيعش أى وقت ممكن تندم عليه بعد كده، ولنا فى الدنيا مثال اصغر وليكن فى الطالب فى مراحله الدراسية، فممكن تلاقى طالب يتندم على إضاعته الوقت أثناء فترة الدراسة عندما يجد نفس أمام امتحان لا يتمكن من حل أسئلته، وفى الدنيا امتحانات كثيرة لا يجب أن تندم عند كل امتحان منهم بعدم تحضيرك لهذا الامتحان بالتخطيط الصحيح والاستثمار الصحيح للوقت هتقوى موقفك أثناء الامتحان ومش هيكون الوقت أحد عوامل إحساسك بالندم.
ولتجنب الندم على عدم الوصول للنجاح نتيجة سوء إدارة الوقت علينا العودة إلى الحلقات السابقة عن تحديد الهدف وكذلك التخطيط، فمن أهم النقاط اللى ممكن توصلك لاستغلال الوقت بطريقة صحيحة ؛ انك لازم تكون محدد هدفك بالضبط، وبعدها تبدأ تعمل الخطط المناسبة للوقت وتكون محدده الخطوات ومرتبه بشكل يناسب إمكانيات التنفيذ وتناسبها مع الوقت، وبالتدرج فى التنفيذ ومتابعه الخطوات ومعالجتها أول بأول قبل فوات الوقت المناسب وبالتالى تقدر توصل لهدفك بنجاح وقبل الوصول إلى مرحله الندم على الوقت الضائع وعدم النجاح، وطبعًا الحاجات اللى ممكن تهدم أى طريق للنجاح هى غياب الرؤية المستقبلية للهدف اللى أنت عايزه، وكمان انك تكون غير مدرك لأهمية الوقت اللى بيضيع دون استثمار صحيح، وأيضا التكاسل والتباطؤ فى التنفيذ وإهدار أوقات كثيرة فى أعمال ضئيلة الأهمية دون حساب الوقت السليم لكل خطوه فى خطوات المهمة الأصلية.
سجل أهدافك وسجل خطواتك ورتبها بأهميتها، وزى ما قلنا تبدأ بالمهام اللى تكون مشجعه ليك على استكمال المهمة والتى تزيدك ثقة فى نفسك، وأكيد لازم تكون من المهام الأساسية وصاحبه الأولوية فى التنفيذ، فلا تبداء بالسهل الذى ليس له جدوى ولكن إبداء بالسهل الذى يكون له جدوى فتصيب هدفان معًا ؛أولهما تحقيق خطوه ناجحة وثانيهما تثبيت أقدامك على أولى خطوات تحقيق الهدف، يعنى لازم تستثمر الوقت صح وكمان تخطط الجدول الزمنى للتنفيذ صح لأن التخطيط زى ما أتكلمنا قبل كده هو دائما مفتاح النجاح، فمع التخطيط الصحيح للوقت وتحديد المهام تصل إلى النجاح بأذن الله وتوفيقه، وعليك أن لا تضيع الوقت فتندم عليه، فدائما حاول انك تنظم الوقت بوضع تخطيط جيد له.
ولعل أكبر صورة من صور الندم على عدم استثمار الوقت وإدارته بالطريقة السليمة كانت فى قول الله تعالى فى سورة الفجر الآيات (23:25) " وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ 23 يَقُولُ يَا لَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى 24 فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ25 "، وهذه الآيات توضح ندم الإنسان عند موعد الحساب على الوقت الذى أهدره فى غير محله، ويلوم نفسه على عدم استثمار وقته بالطريقة السليمة، وهذا مثال على ضرورة استثمار الوقت فى الدنيا للفوز بالأعمال الصالحة التى تقربك من النجاح والفوز فى الآخرة بالجائزة الكبرى وهى الجنة إن شاء الله.
عليك بالتخطيط الجيد، لا تضيع الوقت، تفادى الكسل والتواكل، تفادى الإهمال وعدم الاهتمام، راجع خطواتك أول بأول، توكل على الله، فهذه الكلمات إن حولتها لخطوات ستكون هى طوق النجاة من الغرق فى بحر الندم على ضياع الوقت.