إن الاهتمام بالثقافة والكتاب، والقرّاء والكتّاب كل لا يتجزأ. وإذا كانت الدولة قد أولت اهتماماً كبيراً بموضوع الكتاب وتوفيره باسعار قد تقل فى كثير من الاحيان عن سعر الورق المكتوب عليه وبناء المكتبات فى المناطق المحرومة، ونشر المتنقل منها فى النوادى والاحياء الشعبية، وإقامة معرضها السنوى للكتاب وما يتضمنه من لقاءات فكرية تثرى الحياة الثقافية، ذلك الاهتمام الذى تعمل جاهدة لتدعيمه وتطويره بأفكار وطرق مبتكرة تؤدى إلى رفع الوعى الثقافى والعلمى بين الشباب والأطفال، تستحق عليه كل الشكر والامتنان من المثقف المصرى، ولكن يبقى مطلب واحد للقارئ البسيط، وذلك الذى يهوى التنقيب عن الكتب القديمة بالذات ويعتبرها احدى التحف فى مكتبته عند العثور عليها، وهؤلاء الذين تجبرهم ظروف الحياة على بيع كتبهم القديمة التى قد يكونون ورثوها عن آبائهم فلا يعرفون مكان لمشتر يقدرها، وأولئك الذين يبحثون عن كتاب قديم لم تعد دور النشر تطبعه.
قد يقول قائل أنه مطلب يبدو غريباً فى عصر العولمة الذى يستطيع الانسان فيه من خلال الشبكة العنكبوتية العثور على المراجع المختلفة وتحميلها على حاسبه الشخصى وتصفحها أو طبعها كما يشاء ووقت ان يشاء، ولكن لأن للكتب رائحة لا يشمها ولا يقدرها إلا المهووسون بها، والجنون فنون كما يقولون، فإننى أطلب من الوزير حلمى النمنم إعادة سور الأزبكية بعبقه التاريخى وصورته التى كان عليها أيام أن كان بميدان الاوبرا دون زيادة ولا نقصان ليس فى مكانه القديم بالطبع فقد تغيرت معالمه ولكن حول سور كل من حديقتى الحيوان والاورمان بالجيزة فنضرب بذلك عصفورين بحجر واحد الأول إعادة إحياء الاسم بجوار الجامعة، الحرم الذى يحج اليه يوميا ألاف الطلبة والطالبات من مصر والدول العربية، إضافة إلى زوار الحديقتين، والثانى استخدام عائد تأجير أكشاك الكتب، والهدايا التذكارية، لتطوير هذه الحدائق. فكرة طرأت لتوها على عقلى وأنا أقرأ خبر انشاء نفق الجامعة بميدان النهضة وتطويره فقلت ياليتنا نجعله ميدانا لكل انواع النهضة فى بلادنا وعلى رأسها النهضة الفكرية والثقافية، فما رأى وزارة الثقافة ومحافظ الجيزة؟