دايماً بسأل نفسى إيه الفرق بين دول أوروبا وبين مصر؟
الأجانب اللى من الدول الأوروبية لما بييجوا عندنا فى مصر دايماً بيكون ليهم تعليق ثابت عن النظافة، وتحديداً نظافة الشوارع، البعض عندنا لا يتخيل حجم "الصدمة" عند المواطن الأوروبى لما بيكون ماشى فى الشوارع عندنا ويلاقى ورق مرمى على الأرصفة أو فى وسط الشارع .
طبعاً بالنسبة لينا لما بنلاقى شارع مَرِمى فيه ورق بس.. دا بيعتبر شارع يُضرب بيه المثل فى النظافة، ولو وزارة البيئة بتوزع "جائزة الشارع المثالى" كان الشارع اللى مرمى فيه الورق دا خد الجائزة وكان أصحاب الشارع دا طلعوا احتفلوا وبعد الاحتفال كانوا سابوا كمية ورق تانية غير اللى مرمية فيه .
ليه لما حد بيسافر أوروبا بيرجع مبهور من النظام والنظافة والحضارة اللى فى البلاد دى، على الرغم من أن برودة الجو هناك بتوقف عقولهم عن التفكير والعمل لمدة أربع شهور على الأقل فى السنة، وكل تفكيرهم بينحصر فى طرق تدفئة جسدهم والرصد والتربص لسرقة حزمة من أشعة الشمس حال ظهورها فى سماء بلادهم، يعنى البلاد دى لو مش نضيفة يكون ليهم عذرهم، ولكن بتلاقى الشوارع نظيفة وعامل النظافة هناك هو صاحب مهنة محترمة كسائر المهن بأجر يفوق أجر مهن مهمة وكبيرة عندنا هنا .
ليه لما بتكون فى المترو بتلاقى الأرضية نضيفة والهوا نضيف ولما بتطلع برا أى محطة من محطات المترو أبسط شىء بتلاقى ورق فى الشارع وأعقاب سجاير صفرة وبيضة من كتر ما الشعب بيعفر، إحنا مش عاوزين نذكر باقى المخلفات العضوية اللى بتكون مرمية فى الشوارع خلونا فى الورق بس .
الحل يبدأ بتعميم تجربة المترو على الشوارع الكبرى والميادين الرئيسية، يعنى اللى هيرمى فتفوتة ورقة فى شارع كبير أو ميدان مهم هيدفع مبلغ يحدده القانون والدوائر التشريعية، وبعد كدا نكبر الدايرة شوية فى شوية ويبقى اللى هيرمى فتفوتة ورقة فى منطقة شبرا مثلاً هيدفع مبلغ يحدده القانون والدوائر التشريعية، وبعد كدا هتلاقى الموضوع بقى عدوى وانتشرت فى مصر بحالها .
بلدنا علشان تبقى فى نظافة أوروبا مش محتاجة سنين ولا قرون، الموضوع كله أيام بسيطة، بعد فرض قانون يخلى اللى يرمى ورقة يدفع، وحظنا حلو إن فيه أزمة اقتصادية أصلاً يعنى الكل هيكون حريص إنه ما يرميش فتفوتة ورق، انجز يا مُشَرع علشان نلاقى بلدنا أحسن من أوروبا وهى فعلاً كدا.. بس ناقصنا حبة نظام بُساط خالص وننطلق .