قمة العشرين فى هامبورج بألمانيا يفوح منها شذى حب الكوكب الذى نسكنه بالعمل على حمايته من الأضرار البيئية التى تسببها الدول الصناعية، وكذلك عطر الإخوة بين الشمال والجنوب، وعبير مساعدة الدول الفقيرة حتى تنمو ويشتد عودها الهش الضعيف، ولما لا؟.
فها هو ذَا إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسى الشاب يقول: ليس لدينا خطة بديلة plan B، لأننا لا نملك إلا كرة أرضية واحدة، وهو ما يجعله متضامناً متماهياً مع أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية المخضرمة فى التوجه ناحية الاهتمام بالبيئة والتمسك باتفاقية باريس للمناخ بعد أن تنصل منها دونالد ترامب لأنها من وجهة نظره تضع قيوداً تحد من قدرة الولايات المتحدة على خلق فرص عمل وتشغيل مزيد من الأمريكيين، وهو ما يرفضه ترامب رجل الأعمال الذى يحب المال حباً جماً ويأكل التراث أكلاً لما.
لا يخدعك المظهر بكلام الساسة ولغة الدبلوماسية التى تتحدث عن حماية الكوكب والعمل على الاستقرار وصناعة السلام والنهوض بالدول النامية، لأنك لو أمعنت النظر وأردت المضمون والجوهر لا الشكل والمظهر لوجدت أنها قمة المصالح وصراعها والمتضرر فى النهاية هى شعوب الدول الفقيرة المبتلاة بصراعات محلية وحروب أهلية ترعاها الدول الغنية بتصدير السلاح لكل الفرقاء المتناطحين، فصناعة الحرب والفتن أكثر ربحية وأجدى من الناحية الاقتصادية من صناعة السلام .
ودعم حكومات دول قمة العشرين لحكومات الدول الفقيرة، لم تستفد منه يوماً شعوب الأخيرة لأسباب تتعلق بأجندات المانح وفساد المتلقى !
قمة العشرين إن كان يفوح منها ما تعتقد أنه ياسمين، ففى الحقيقة هو اجتماع الأقوياء وعراك الأغنياء ( الولايات المتحدة ضد الصين، والولايات المتحدة ضد الاتحاد الأوروبى ) وتحسبه الشعوب الفقيرة الظمآنة ماءً، وهو لا يعدو أن يكون وهماً وسرابا وليته يكون طيناً لأن فيه قد تستطيع الشعوب البائسة فى يوم ما زراعة الياسمين.