ستظل أسيراً للزحف على الأرض إذا لم تمتلك روح المبادرة إذا فضلت الانتظار إلى أن يصبح كل شى جميلاً ومثالياً حتى تخطو خطواتك الأولى أو أن تتحسن الظروف أو تتلاشى العقبات وتنتهى المشاكل وتهدأ العواصف أو أن تتبدد مخاوفك وتوترك وقلقك.
الناجحون وأصحاب الإنجازات والمبدعون يدركون جيدا مدى تأثير القوة الدافعة فى الانطلاق نحو تحقيق أهدافهم فبمجرد أن يبدأوا فى التحرك قدما ويخطون الخطوة الأولى تصبح الأمور أكثر سهولة وذلك بثقتهم ويقينهم ورغبتهم المشتعلة بداخلهم نجد أن كثير من المشكلات تتولى حل نفسها بنفسها، كل ذلك مبنى على المبادرة بخطواتك الأولى.
يقول روبرت هاف: "الكسل هو أحد المكونات السرية التى تقودنا إلى الفشل , لكن غالبا ما يخفى ذلك السر على الفاشلين".
روح المبادرة تشعرك بمسئولية ذاتك والرغبة فى التغيير المستمر وأن بإمكانك اختيار ردود أفعالك تجاه المؤثرات الخارجية مما تجعلك تتجاهل الكثير من الأشياء السلبية التى تعوق تفكيرك تجاه أهدافك وتبعدك عن ما يستنزف طاقاتك فى توافه الأشياء، روح المبادرة يشعرك بالقوة إذا كانت نابعة من إيمانك وقيمك ومبادئك وصبرك.
على عكس من يوجهون اللوم دائما إلى الظروف وقسوة الحياة لذلك تجدهم إذا لم يجدوا شيئا يجعلوه سبباً لإخفاقاتهم فإنهم يصنعون من الأحداث والمواقف ما يوافق هواهم حتى يكون هناك من الأعذار ما يتحججون به فهم يميلون دائما إلى الكسل وعدم تحمل المسؤولية ويميلون إلى الانتقاد بلا عمل واللوم لمن حولهم بدون البحث عن حل بل السخرية تغلب حدثيهم فى كل شىء، هم يسيرون وهم فاقدى الثقة بأنفسهم مع أنهم يملكون كل شيء للارتقاء والنجاح لكن هيمنة فكرة الفشل بداخلهم تجعلهم فى متاهة الاغتراب الداخلى، لذلك تجدهم ليس لديهم القدرة على اقتناص الفرص التى تتاح لهم.
يقول ليوناردو دا فينشى: الحديد يصدأ من الإهمال، المياه الراكدة تفقد نقاءها، وتصبح متجمدة فى الطقس البارد، وبالمثل يفعل الكسل انه يستنزف قوة العقل".
لا تنتظر أن تهبط عليك السماء بكل ما تتمناه وأنت جالس فى مكانك بل قم وتحرك حتى ترى ما لم تراه وأنت جالس تجتر إخفاقاتك بل قم وابحث عن ما يناسبك من أعمال واسلك من الطرق الكثيرة ما يحقق أهدافك وأحلامك.
يقول يوهان فولفغانغ فون غوته: "هنالك حقيقة مبدئية واحدة تتعلق بكل أعمال المبادرة والإبداع وهى أنك فى اللحظة التى تلتزم فيها التزاماً كلياً فإن العناية الإلهية ستهب لمساندتك".
اجعل روح المبادرة صفة متأصلة فيك لتقودك إلى فعل الخير مع الآخرين وتحقيق انجازات مبهرة فى جميع مجلات الحياة وعود نفسك على تطبيقها فروح المبادرة هى بداية أى تغيير بأن تقوم بما تستطيع فعله ولو كان تصرفا بسيطا جدا، افعله فهناك من ينتظر منك أن تمد إليه حبل الإنقاذ، فالتغيير لا يأتى مرة واحدة وإنما بخطوات ثابتة ومتتالية وبيقين وإيمان ثابت.