أصبحنا نعيش فى عالم تلعب فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة دورا هاما، وبعد أن كان يطلق على العالم أنه يعيش فى قرية صغيرة أصبح مفترضاً ان يطلق عليه الأن أن العالم يعيش فى بيت صغير، حيث الحدود تميل إلى الاختفاء بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على نطاق واسع وما تتميز به من سرعة فى نشر الخبر جعل الكثيرين يتساءلون هل هذا يؤدى إلى ليس فقط أفول نجم "الصحافة التقليدية"، بل إلى سطو هذه المواقع على السلطة الرابعة وسلبها من الصحافة خصوصا أن اللغة فى وسائل التواصل الاجتماعى تكون سهلة الفهم وبسيطة، كما أن الخبر فيها يكون مركزا ومختصرا.
ومما جعلنى أطرح تساؤلا أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت السلطة الرابعة بدلا من الصحافة؟ هو مدى التاثير الذى تحدثه هذه المواقع من تأثير على الراى العام وعلى متخذى القرار فى مصر ولاحظنا تاثيرها فى يناير 2011 وفى ثورة يونيو ودورها فى الحشد الشعبى والقرارات التى اتخذت فى هذه الأوقات.
لاحظنا أيضا كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعى على إيقاف برامج تلفزيونية تحظى بشهرة كبيرة مثل برنامج صبايا الخير، وبرنامج باسم يوسف وغيرها الكثير.
وتابعنا جميعا كيف كان لهذه المواقع أثرا فى رفض قانون الخدمة المدنية بعد أن تناول رفضه متداولى موقع الفيس بوك وتويتر، واخيراً حملة دخول عمرو خالد فى حملة اخلاقنا والتى تداولتها المواقع بشكل كبير أدت إلى الغاء انضمامه إلى الحملة.
كل ذلك يجعلنا نكاد نؤكد أن هذه المواقع سلبت الصحافة سلطتها الرابعة رغم محاولة كبريات الصحف وشبكات الأخبار تبنى هذه الوسائل واستوعبتها لتكون وسيلة للوصول إلى قطاع كبير من الجمهور وذلك من خلال فتح حسابات لها على الفيس بوك وتويتر، وتشجيعها للمواطنين العاديين ليكونوا مصدرا إضافيا للمعلومات وهو ما أنتج ظهور ما يعرف بالمواطن الصحافى للنجاة من جعل وسائل التواصل الاجتماعى متمما لها عوضا أن تكون منافسا أو بديلا عنها أو سلب سلطتها إلا أن قوة الشبكات الاجتماعية والتى تكمن فى سرعة النشر مقارنة بالعملية الروتينية فى الصحافة التقليدية يجعل الصحف تسير ببطئ بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعى.