سألتُ أمّى عن أَبى-قالت ذهب
حلمُ يراوده أملُ
فأصابهُ كلُ الخَطب
وسألتها عن عمّى قالت
تاه فى الدنيا اِغترب
يمشى دروبَ المستحيل
بدون كللٍ أو تعب
وسألتها عن أخُوتى
قالت عناقيدُ الغضب
دمٌ يسيل ليفتدى
أرضاً يعيثُ بها فسادا مُغتَصِب
*****
وسألتها عن غصنِ زيتونٍ حزين
وعن صغارٍ لا تَكلُّ ولا تلين
ترمى حصونَ المعتدى بكل ألوانِ الغضب
وسألتها عن أهلِنا وعن الرفاقِ الغائبين
قالت بفرحٍ خُلُدوا وعندَ ربّى أَحتسب
وعن رفاقِ الأمسِ فى دربِ النضال
وعن قراراتِ غبيةِ أرغَمتنى على السؤال
وعن ملايين العرب
قالت توارت خلف سُحبِ الخوف
وصمتٍ مُنتحب
******
وسألتها عن قدسِنا ماذا بها
قالت قريباً تنجلى كل الغيوم
ووعدُ ربى يقترب
وسألتها عن سِرّ حزنِ حجارتى
قالت شُغلتُم للأسف
بلا مبرر أو سبب
وسألتها ولما بلادى وحدها!
يعلو بها صوتُ الأنين
ويزيدُ مَجلسُ أمنِهم ثكلانا واليتمَ المهين
وتذوبُ من تحتِ القدم
أرضى وبلدُ المؤمنين
*******
ولماذا وحدى ألتمس بيتاً كما كلُ البشر
فلا أجد إلاّ النعوشَ وقبرً يحوينى حزين
وأظلُ أبحثُ عن وطن
يكون لى مثل جميع الأخرين
ولما صِراخى يرتفع
فيلومنُى كل الطغاةِ المجرمين
ولما جروحى غائرةُ لا تندمل
ودمّى يجرى فى الحاراتِ حزين
********
نظرت بعجبِ ثم قالت وأردفت
هذا قضاءُ وابتلاءُ قد كُتب
ومقدرُ
من رب هذا الكونِ ربِ العالمين
فأدعو مع أن ينتصر مسرى النبّى
على الغزاةِ على الطغاةِ
وعلى جميع الخائنين
وقل معى آمين آمين