قال الرسول صلى الله عليه وسلم (..ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تحاسدوا......) . نهانا الإسلام عن التحسس والتجسس لضررهم على الفرد والمجتمع، لكن سؤال يتبادر إلى الذهن ويطرح نفسه هنا، هل يرضى الشخص أن يسرقه جاره؟ هل يرضى الواحد من أن يتتبع فردا ما تفاصيل حياته الخاصة من فتحة البيت؟ هل يرضى لأحد أن يتحسس ويتجسس على أدق تفاصيل حياته؟ فهذه الأمور لا يرضاها ذو لب، لما فيها من التعرى وكشف الخصوصية والتدخل فى شؤون الغير وقلة احترام وأدب.
لكن لماذا نساهم فى تعرى بيوتنا بأيدنا ونكشف أدق تفاصيل خصوصية حياتنا على صفحات الفيس بوك؟ وما هو التحليل النفسى والاجتماعى لهذه الظاهرة؟
لماذا ننشر تفاهاتنا يوميا أو خصوصياتنا لدرجة أنك تجد بعض المنشورات اليوم أكلت موزا.. اليوم سافرت.. اليوم نظفت غرفتى.. اشتريت حقيبة.. أكلت بطيخ.. تشاجرت مع زوجى.. هذه ملابس أولادى.. وغيرها من الخصوصيات التى لا تقدم أدنى فائدة من نشرها للقارئ. بل بالعكس أراها تسىء للناشر ولحياته.
والتحليل النفسى لهذه الظاهرة قد يدل على نوع من الفراغ الاجتماعى يعيشه الشخص، إذ لا يوجد من يتحدث إليه ويشاركه فرحه وحزنه فينشره للجميع .
أو قد تعود لنوع من الضغوط التى يعيشها الشخص وعجز عن إيجاد حل أو من يشاركه أحزانه، أو نوع من السعادة الوهمية التى يعيشها.
صحيح قد نرغب فى مشاركة بعض مشاعرنا أو بعض حالات حياتنا للأصدقاء، لكن هناك الرسائل الخاصة نرسل لمن نرغب على الخاص بعض الأحداث وليس كل الخصوصيات فسميت بالخاصة لأنها تخصك ولا تخص غيرك.
فنرجو أن نراجع صفحاتنا ونراقب ما ننشر لأن حياتنا ليست مشاعا بل ملك خاص وهذا التصرف مرفوض شرعا واجتماعا وعرفا، ونراه نوعا من الفراغ العاطفى والاجتماعى الذى لابد من القيام بدراسة حول التغير الذى حدث للمجمتع من تعرى ونشر الخصوصيات وهتك الستر .