بعد أن توجه المشير خليفة حفتر الذى يقف على أرضية ثابتة، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسى المزركش بألوان ليبية شتى (فيها شورى بنغازى ومجاهدى درنة وباقى فصائل الإسلام السياسى) إلى باريس، لعقد إتفاق إطارى برعاية إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسى، حيث اتفق على وقف إطلاق النار (ماعدا العمليات التى تجابه الإرهاب)، والتحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية، يطير السراج للجزائر ليعرض آخر المستجدات مستأنساً برؤية الجارة اللصيقة التى تهتم بأمنها القومى وسلامة حدودها الممتدة التى تربو على الألف كيلو متر.
الملف الليبى من السخيرات (المغرب) للقاهرة لأبو ظبى لباريس للجزائر، تتقاذفه الرؤى الإقليمية والمصالح الأوروبية والمماحكات الدولية، بيد أن الفرقاء الليبيين أنفسهم كثر، ولا يمثلهم فقط حفتر والسراج لأن الأخير (فايز السراج) ليس خصماً لأحد، إنما هو شخصية توافقية من مخرجات مؤتمر السخيرات 2015 م حيث تم التوافق عليه دولياً، أى أنه قد لا يستطيع إلزام المنضوين تحت عباءته بما قد يراه ملائماً، خاصة أن عباءته يجتمع تحتها تيارات فكرية قد تقلب الطاولة الليبية فى أى لحظة، خاصة عندما تجد نفسها محاصرة إقليمياً ومنبوذة دولياً، لكن ذلك مرهون بخطوات جزائرية قد تتراجع عن حيادها تجاه الإسلاميين، لأن فاقد الشىء لا يعطيه، فكيف يتسنى للجزائر أن تطالب ليبيا باحتواء الإسلاميين سياسياً مع أن صدرها ضاق بهم فلم يجدوا إلا الركلات الأمنية فى تسعينيات القرن الفائت، فلماذا تصر الآن على تواجدهم على المسرح السياسى الليبي، فهل أخطأت فى الماضى وتريد تصحيح أخطائها فى ليبيا أم أصابت وأرادت لليبيين عكس ما تحقق لها؟!! هذا ما سيسفر عنه قابل الأيام وإنا لمنتظرون ...