ادفع 50% وامتلك شقتك فورًا!
ادفع 100% تحصل عليها كاملة التشطيب وبالفرش!
أقل قسط أقل مقدم وبدون فوائد وبدون ضمان!
جانب من بعض الإعلانات التى باتت تطالعنا بها يوميًا كافة الجرائد والقنوات الفضائية فى مصر، وكحال كافة الشباب ممن يبحثون عن شقة تصلح كـ عش للزوجية، ذهب صديقنا إلى إحدى الشركات بعد تفكير طويل راجيًا من الله أن يجد لدى هذه الشركة ما يبحث عنه وفق إمكانياته المتاحة.
مكتب "شيك" فى منطقة راقية، ستجد به موظفة استقبال "سكرتيرة" على قدر من الجمال ستخبرك بأن عليك أن تنتظر قليلاً حتى يسمح لك بمقابلة المهندس المسئول بالشركة والذى يملك وحده الإجابة على كل الاستفسارات والأسئلة الخاصة بك.
يدخل صديقنا الشاب مكتب المهندس منبهرًا بشكل الديكور والاستقبال الحافل، وسعيدًا بتلك الابتسامة العريضة التى تعلو وجه الجميع بالشركة، ويجلس منتظرًا لسماع كافة التفاصيل.
يبدأ المهندس حديثه كالعادة بقصيدة من المديح عن الشركة وسابق أعمالها وتاريخها المشرف بالسوق، والمشروعات الكبيرة التى تقوم بها فى الفترة الحالية، وبالتدريج تزداد لهفة صديقتنا الشاب ورغبته فى سماع المزيد.
ينتقل المهندس هنا للحديث عن المشروع الجديد الذى تقوم به الشركة، والذى جاء الشاب للاستفسار بشأنه، وهو مشروع سكنى متكامل "كمبوند" ستجد فيه كافة ما تحلم به، مناطق خضراء شاسعة وكافة الخدمات الضرورية كـ "المولات" والمدارس والمطاعم وحتى أماكن الترفيه، وتأمين شامل على مدار الـ24 ساعة.
وهنا يسرح صديقنا الشاب قليلاً متخيلاً نفسه فى تلك المدينة الفاضلة، ما بين الخضرة والطبيعة الساحرة، وفى وجود حبيبته إلى جواره والتى طالما يحلم بالزواج منها، وكيف سيصبح ذلك المكان بمثابة "الجنة" التى ستجمعهما سويًا طيلة العمر.
وفجأة يقاطع المهندس تلك الخواطر التى تدور برأس صديقنا الشاب قائلاً إن المشروع وللأسف لا يوفر حمامات سباحة خاصة بكل عمارة سكنية، وهنا يظهر الخجل على وجه صديقنا الشاب وكأنه يقول "ده كتير كده والله" ليكمل المهندس حديثه بأن المشروع قريب جدًا من شاطئ البحر وبالتالى رأت الشركة عدم وجود حاجة لإنشاء حمامات سباحة خاصة.
يتغير وجه الشاب لحالة من الدهشة الغريبة، سائلاً المهندس "حضرتك والبحر ده جه منين" فيجيب الآخر بأن المشروع الجديد الذى يتحدث عنه يقع بالكيلو رقم "كذا" فى الساحل الشمالى، ومحاولاً أن يجمع كلماته يسأل الشاب مرة أخرى "طب حضرتك مفيش حاجة قريبة هنا" ليجيب المهندس "لأ مفيش" فكل المشروعات الخاصة بنا تقع فى الأماكن الساحلية، والسبب هو محاولة تخفيض التكاليف، فمشروع بنفس الشكل داخل العاصمة لن تقل تكلفة الشقة "الصغيرة" به عن نصف مليون جنيه على أقل تقدير.
وتتبدل الخواطر فى رأس صديقنا الشاب سريعًا، وتتحول إلى عدة تساؤلات: طب لو اشتريت الشقة إزاى أنقل شغلى هناك؟ طب لو سألنى أبوها عن مكان الشقة هقوله مكانها فين؟ بعدين إيه اللى جاب الشقة جمب البحر!!!
وهنا ليستيقظ صديقنا الشاب من نومه على صوت مرتفع لإعلان بإحدى القنوات الفضائية يقول إلحق بسرعة بقا عندك شقة فى "مدينة الأحلام".