رغم العقوبات التى فرضها الكونجرس على روسيا فى قوانين، قام بسنها قد تخالف الدستور الأمريكى الذى يمنح سلطات واسعة للبيت الأبيض فى شأن رسم السياسة الخارجية وإبرام الاتفاقات الدولية، وهو من صميم صلاحيات القابع فى المكتب البيضاوى ليمارس حقوقاً واسعة بفضل النظام الرئاسى الذى يختلف عن النظام البرلمانى، أو نظام حكومة الجمعية كما هو معروف فى علم النظم السياسية، إلا أن دونالد ترامب ووزير خارجيته (سكرتيره فى الشئون الخارجية وفقاً للنظام الرئاسى) ماضيان فى تحسين العلاقات الأمريكية الروسية .
فى هامبورج التقى الكبيران سوياً والتقطت الكاميرات نظرات الدب الروسى الحائرة للكاوبوى الأمريكى الحاسم، الذى لم يعر سمعاً لتحقيقات التدخل الروسى المزعوم فى انتخابات رئاسية، فاز هو بمقعدها على غير توقع، مباغتاً الكل كما يباغت الكاوبوى الأمريكى المحنك فرائسه على شاشات هوليوود!
يلتقى ريكس تيلرسون مع نظيره الروسى سيرجى لافروف مجددين عزم الكرملين والبيت الأبيض (بعيدا عن الكونجرس ومجلس الدوما ) على وقف التصعيد فى سوريا وتسوية الأمر بينهما، لأنهما الراعيان العظيمان لما يدور فى منطقة الشرق الأوسط غير المسرور، بما يجرى فى أراضيه من حروب وفتن وشرور، وقد اتفقا على إقامة مناطق لخفض التوتر، تمهيداً لفصل المعارضة عن الإرهابيين، ومراعاة صالح الإخوة الإسرائيليين، فى جنوب سوريا البائس المسكين !
رغم دخان عقوبات الكونجرس الأمريكى الكثيف على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، إلا أن توافقاً واضحاً بين رئيسى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية يتجلى فى لقاءات غير محجوبة بين عميدى الدبلوماسية فى البلدين، وكأنه لقاء السحاب، الذى يجمع أم كلثوم وعبد الوهاب، عفواً أقصد ريكس تيلرسون وسيرجى لافروف، بيد أننى لا أعرف من منهما سيضع اللحن ومن سيشنف آذاننا بالغناء، فى وحدة سوريا أو تقسيمها، وفى اضطرابات أوكرانيا أو استقرارها !