أربعة أفلام ونصف هى حصيلة مسيرته الفنية فى عالم السينما، لَكِنَّهُ استطاع أن يُخَلِّد بها اسمه لما يقرب من نصف قرن، ومازِلنَا نتحدث عنه وكأنه رحل عن عالمنا البارحة، ومازالت أفلامه الأكثر مشاهدة رغم مرور نصف قرن على إنتاجها، ورغم التطور المرعب فى أفلام الحركة والإثارة، ورغم ظهور أساطير صينية أخرى.. وهم حسب العمر تقريبا بولو يانج، سامو هونج، جاكى شان، جيت لي، دونى ين، تيجر تشن، وغيرهم.. ممن رَسَّخوا لأسطورة أن الصينيين رغم قصر قاماتهم وضآلة جسدهم، إلا أنهم يلعبون الووشو (الكونج فو أو الملاكمة الصينية)، وقادرون على تحطيم أعتَى الأحجار والنوم على المسامير والحِرَاب وكل ما يُبهِر الألباب.. وقد ساروا على دربه وحاولوا أن يُكمِلوا مسيرته بأسلوبهم و طريقتهم هم دون أن يَحذوا حذو العشرات الذين حاولوا أن يُقَلِّدوا الأسطورة، ولكِنَّهٌم تساقطوا مثل الذباب، لأنه كما قال جاكى شان فى العديد من لقاءاته التليفزيونية.. أنه لم يقع فى هذا الفخ .. لأنه يعلم أنه لم و لن يوجد سوى بروس لى واحد .. وأسطورة واحدة مهما حاول العشرات تقليد صيحته الشهيرة أو بعض حركاته ..
إنه الأسطورة الصينى الأصل والأمريكى المولد، والذى ولد فى أواخر النصف الأول من القرن الماضى ( 27 نوفمبر 1940 ) بالمستشفى الصينى بسان فرانسيسكو بأمريكا . و عام 1940 يوافق عام التنين فى الأبراج الــصينية، ليصبح لبروس لى نصيب كبير من برجه ( التنين ) .. فكلاهما أسطورى .. و كلاهما يتمتع بقوة خارقة .
بروس لى المتعدد المواهب ..
بروس لى أسطورة الفنون القتالية و صاحب الفن القتالى " الجيت كون دو"
بروس لى الممثل الرائع صاحب الوجه والعينين المُعبِّرَتين عن كل لحظة يمر بها البطل من فرح، حزن، وغضب .
بروس لى المخرج وكاتب السيناريو والمنتج
بروس لى الفيلسوف صاحب الأقوال المأثورة ومنها "كن دائماً نفسك، عَبِّر عن نفسك، أؤمن بنفسك، لا تذهب خارجاً باحثاٌ عن نجاح شخص ما وتحاول أن تكون ظِلًا له "
بروس لى الذى لا يمكن أن تذكر كلمة الفنون القتالية دون ذِكر اسمه، وكأنهما وجهان لعملة واحدة .
بروس لى الذى جعل من القتال فن راقى وليس مجرد عنف وهمجية.. جعل منه متعة ورقصة جميلة.. كرَقصة الــ "تشاتشا" التى برع فيها .
بروس لى الإنسان البسيط الذى اعتبر الحياة معركة لابد أن يربحها، فاستطاع رغم ظروف حياته القاسية كعامل بأحد المطاعم أن يكمل تعليمه الجامعي، ويمارس رياضته المفضَلَّه ليتقنها بل ويطوِّرها أيضا.. إلى أن أصبح أسطورة الفنون القتالية فى الواقع والسينما العالمية. بروس لى النجم الذى سطع فى عالمنا لفترة قصيرة جداً .. 32عاما .
رحل بروس لى فى 20 يوليو 1973م إثر تناوله أحد الأقراص المسكنة للألم التى كان يتناولها منذ إصابته البالغة فى عموده الفقرى إثر أحد معاركه القتالية العنيفة فى الواقع وليس فى السينما .. و هى الرواية التى أكدها نجم أفلام الحركة العالمى و صديقه تشاك نورس من ضمن روايات و أساطير تروى عن رحيل التنين الصغير فى ريعان شبابه، و قمة تألقه وقوته وحيويته .. أساطير أغربها أنه مازال على قيد الحياة فى مكان ما بهذا العالم . أياً كانت الآراء و النظريات حول رحيله المفاجئ الذى اعتبره البعض غامضاً و أسطورة أخرى مثلما كانت حياته القصيرة جداً أسطورة . فـ بروس لى سيعيش بيننا لسنوات طويلة كَمُعَلِّم، مُلهِم، فنَّان، و فيلسوف .. أحب الحياة .. فأحبته الحياة .