لا أجد أدنى قدر من الانبهار والاندهاش من شخص يكرر ويجادل ويناقش ويقضى ساعات يوميٱ فى البحث عن "سر الحياة "، ولماذا وجدنا؟، ولماذا نموت؟، وهل الأغلب الخير أم الشر؟، وما الهدف من الحياة؟، ولماذا نوجد ثم نموت؟ .... إلى آخره من تساؤلات.
لم ولن يعرف إجاباتها إن كان يبغى المعرفة، ولم ولن يبهرنا إن كان يبغى الإبهار .
فالحياة مليئة بالتساؤلات وعلامات الاستفهام الكبيرة، التى لم يجب عليها أحد حتى الآن، وفى الأغلب ستظل غامضة إلى الأبد.
ولكننا نعيش، فلن نوقف الحياة بسبب تساؤل، كما يفعل تلميذ وجد سؤالٱ صعبٱ فى درس واح من منهج واحد من مجموع ستة مناهج لستة مواد دراسية مختلفة، فتركهم جميعٱ ووقف أمام السؤال الصعب، وأقسم أنه لن يتحرك لباقى مواده الدراسية، إلا عندما يجيب السؤال الواحد، فيكون قد أضاع باقى الدرس وباقى المادة أصل الدرس، من أصل ستة مناهج .
هكذا يكون قد أساء التخطيط وأخطأ القرار، ولم يجب السؤال فى النهاية بعد هذه التضحية العظمى وهى أنه لم يعش.
الحياة لغز وستظل لغزٱ على الدوام ما بقى من الزمن، حولها تساؤلات واسعة ومتشابكة ولكنها ليست بالجلال والجسامة اللذان يجعلانا نتوقف عن العيش ونفنى ونهلك من فرط البحث عن إجاباتها التى لن نحصل عليها يومٱ.
وهى بالوقت نفسه ليست بالتفاهة والحقارة اللتان تجعلان منها كم مهمل أو شىء جانبى وهامشى لا يشغل عقل وتفكير الواحد منا.
حرى بك أن تفكر كيف تغيرت معايير الصواب والخطأ ومتى ولماذا؟
كيف أصبحنا نصدر أحكامٱ على بعضنا ومتى ولماذا؟ كيف نربى أجيالأ أفضل منا ؟
كيف نصبح غدٱ أفضل منا اليوم ؟
على أقل تقدير؛ قد تجد إجابات ثابتة، أما الأسئلة الوجودية إياها، لا تنفع بقدر ما تشتت وتعطل، كما أنها لا تصلح لكل الأزمان فكلما مر الوقت وتغير الزمان، أصبحت غير وافية، ومع زيادة المعارف والمعلومات، تصبح غير مقنعة، ومع تعدد الديانات، تصبح لا تمثل قاعدة.
قدرات العقل، وإن زعم البعض أنها لا محدودة، فالحقيقة أنها فى كثير من الأحيان محدودة وقاصرة.