قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن منذ أيام، وذلك بعد إحياء مجموعة من الفرق الغنائية حفلا فى القاهرة عاصمة الفن, وبرغم كون مصرهى هوليود الشرق ومنها انطلق غالبية الفنانين إلا أن ثورة الشعب المصرى بكل أطيافه لم تكن لها علاقة بالفن وإنما الدافع هو الدين والعقيدة, ولأن إحدى الفرق الفنية الثلاثة كانت تحيط بها الشبهات من كل جانب وهى فرقة مشروع ليلى, وهذه الفرقة لبنانية أخذت اسمها من أغنية رقصة ليلى التى غنوها فى حفل إذاعة راديو لبنان، وقد حازت الفرقة على جائزة لجنة التحكيم والجمهور, وبعد أن كان مشروع الفرقة الهدف منه ليلة واحدة انتشر صيتها وذاع فى الوسط الغنائى وحلبة الموسيقى البديلة, وبعد أن كان الهدف منها التنفيس عن التوتر فى الجامعة الأمريكية والوضع السياسى المستفز وانتقاد الوضع والحياة اللبنانية والحب والغزل على لسان ليلى أصبح الطابع المميز لها الجرأة فى الكلمات بالغناء عن الجنس وكسر المحرمات, ولأن قائد تلك الفرقة معروف بميوله الجنسية والتى صرح بها فى أكثر من لقاء تليفزيونى.
وأٌعتبر تشجيع هذه الفرقة هو تشجيع للفسق والفجور فما بالك ومصر بلد الأزهر, وحيث إن المثلية الجنسية هو الخروج عن المألوف وعن نواميس الكون فى أن العلاقة الجنسية هى بين زوج وزوجه لتكوين أسرة, رجل وامرأة وليست بين رجل ورجل مثل قوم لوط, أو امرأة وأخرى وهن السحاقيات, وإذا كانت العلمانية تعتبر المثلية الجنسية هى إحدى التنوعات فى الميول الجنسية الإنسانية إلا أن الغالبية تعتبرهم شواذ ولا يجوز الاعتراف بهم لأن ذلك يعتبر تحريضا على القيام بأعمال منافية للآداب, وإعتراف بقوم لوط هذا الزمان والذين تم ذكر قصتهم فى القرآن بالتفصيل.
وقوم لوط الذين عاشوا فى قرى سدوم وعمورة بالأردن وفلسطين جاهروا بالفاحشة التى يفعلوها وهى اللواط والمثلية التى نحن بصددها قد استحقوا العذاب وغضب الله, حيث خسف بهم الأرض بالصيحة وقلبت الأرض فوق رؤسهم ودفنوا تحتها, ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل ومعهم امرأة لوط التى كانت مؤيدة لهذا الفعل بالوقوف معهم ومساعدتهم فى هذا الباطل, ونجّا الله لوط وأهله لأنهم كانوا من الصالحين, ومازالت بقايا مدينة قوم لوط المعروفة باسم سدوم فى الأردن شاهدة على هذا الحدث الجلل, حيث الخراب وذلك فى منطقة تل الحمام وتأكيدا لقول الله سبحانه "وتركنا منها آية بينة لقومِ يعقلون" ولقد أبقى الله على بقايا المدينة لما فيها من دروس وعبر للأجيال المتعاقبة, وإن كانت المثلية فى الغرب ليست بأمر غريب وإنما هى شىء عادى إلا أن المسلمين الأجانب يرفضون هذه العلاقات المثلية رفضا قاطعا ويرفضون التحدث عنها أو عن الجنس، ويبدون كمجتمع منغلق فيما يتعلق بالجنس برغم الانفتاح الثقافى الذى نشأوا فيه, أما وقد رفع بعض الشباب علم رينبو أو قوس قزح فى الحفل لفرقة مشروع ليلى حيث ألوان قوس قزح تمثل المثليين وثنائى الجنس والمتحولين جنسيا, حيث يمثل هذا العلم فخرا لهم فى كل المحافل المتعلقة بحقوق النشطاء المثليين, ورفع علم رينبو يعبر عن التضامن مع الفرقة وقائدها فى الميول الجنسية, وإذا كان علم قوس قزح يرمز للسلام فى بعض مظاهرات الإيطايين القديمة أو يستخدمه الأمريكان الأصليين الإنديزيين فى أمريكا اللاتينية للتعبير عن حضارة الإنكا كما يستخدمه التحالف الدولى التعاونى, فإن استخدام مشروع ليلى لعلم رينبو أو قوس قزح يعبر عن تعايش البشر من مختلف الثقافات والمعتقدات جنبا إلى جنب وإلى تعدد الميول الجنسية وتنوعها كما أنه يهدف إلى دعم المثليين ضد ما يواجهونه من رفض المجتمع لهم, بعد أن تم رفعهم من قائمة المرضى النفسيين التى وضعوا فيها بناء على طلبهم فى البداية، وذلك الأمر كان له أبعاد سياسية من الغرب لدمجهم فى المجتمع وقبولهم بعد استجداء عطف الناس عليهم والشفقة بهم, نحن الآن أمام كارثة تهدد شبابنا الذى لا يعرف الحقائق ويندفع وراء كل شىء ولا يبصر حقيقة الأمور وكل ما يهمه هو الانسياق وراء أى شىء وتقليد أفعال الغرب ومعتقداتهم تقليدا أعمى حتى وإن كانت تخالف تعاليم ديننا ومعتقداتنا, فهم يشجعون التحرر باعتباره فكر متقدم لا ينتمى للتخلف الذى نعيشه نحن على حد زعمهم فى الدفاع عن المثليين واعتبار ما يفعلونه هو حرية شخصية ونسيوا امرأة لوط وما حدث لها, وإن كانت دولة مثل الأردن قد منعت دخول تلك الفرقة للغناء على أراضيها فمن باب أولى أن تمنعها مصر بلد الأزهر .