نورا عبد الفتاح تكتب: أحترم كل رجل كان رجلٱ

أود بهذا المقال أن أشكر وأضع وردة فى يد كل رجل فى هذا العالم، يتصرف بوضوح ويتعامل بصراحة، يلتزم بواجباته، يفعل ما يقول ويقول ما يفعل. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم يحترم المرأة الأم فيبجلها والزوجة فيقدرها والابنة فيعلمها، يحترمها احتراما حقيقيا بأفعال وليس بالادعاء. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم يطمئن زوجته من جهة كل النساء، فلا يهمهم فى هاتفه أو يستقبل مكالمات مريبة ورسائل غريبة فى أوقات عجيبة، لا يقحمها فى توتر وضغوط بسبب مغامرات تافهة فتتابعها بشغف أو تتركه متناسية أخطاءه وتغفل أفعاله وزلاته وأحيانٱ وجوده، فيصبح وجوده بالنسبة لها يساوى عدمه. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم، لا يتفاخر بنزواته المتعددة وعلاقاته المتنوعة وانحرافاته المتكررة، وأن امرأة وامرأتين ومائة ومائتين لا تملأ عينه، فهو يستطيع أن يملأ عين مئات الجوارى ولا يبالى. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم يرى فى المرأة عقلٱ ورؤية، فكرٱ وروحٱ، مواهب وذكريات، قدرات وطاقات، يراها انسانا !! أحترم وبشدة كل رجل اشترك مع امرأة فى عمل أو زواج أو ميراث أو شهادة حق، فلم يبخسها حقها أو يحتقرها ولو مثقال ذرة أو قدر ما استطاع، ولم يبغ ويظلم مثقال ذرة او قدر ما استطاع. أحترم كل رجل فى هذا العالم أحب امرأة فأحبته، وأصبح محور حياتها، فجعلها محور حياته، فلا تكتمل سعادته الا معها، لا يدلى بأسراره إلا لها، لا يتنزه ويسافر ويقضى العطلات أو حتى أغلبها الا بمشاركتها. أحترم بشدة كل رجل فى هذا العالم علم كل عيوب زوجته فاحترمها مع بغضه الشديد لهذه العيوب، اعترافٱ منه أنها تتحمل فى المقابل كل عيوبه التى تبغضها بدورها ولكنها تتحملها، مذكرة نفسها بمزاياه على الجانب الآخر. ولا يتعامل مع الأمر من باب التفضل والعطف على المختل وانما من باب تقدير صبرها عليه. أحترم وبشدة كل رجل كان رجلٱ على نفسه، فعلم عيوبه فأصلح بعضها وعمل باجتهاد على اصلاح الباقى وقدر لمن حوله، تحمل ما لم يصلحه، ولم يرى فى رجولته ميزته الكبيرة. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم، كان رجلٱ، رجل بمعنى معرفة حقوق غيره قبل حقوقه وواجباته قبل واجبات غيره، رجل بمعنى العفو عند المقدرة، رجل بمعنى احتواء المواقف بالحكمة والخبرات، رجل بمعنى الرفق بالضعيف واحترام القوى. أحترم وبشدة كل رجل فى هذا العالم، كان رجلٱ وسيستمر رجلٱ ! لست الوحيدة التى تحترمه وانما سيكون محط تبجيل وتقدير من كل من يتعاملون معه، لأنهم محظوظون بمعرفة أمثاله.