فى يوم وأنا راجع للبلد بعد غياب السنين
كان واحشنى نسيمها وواحشنى ريحة الطين
وحشانى ذكرياتى لما كنا صغيرين
واحشنى الشوارع والحوارى اللى كانوا ضيقين
ووسط الذكريات ولحظات الحنين
جانى صوت أنا فاكره جداً بينادينى
ولسه فى ودانى بيعيد الطنين
والسؤال كان ليا منه أنت عامل أيه يا سمير
فاكرنى يا ابنى ولـ نسيت من طول السنين
التفت فى مرة واحدة دا صوت أستاذى الجليل
كان فى القطر راجع والقدر بيجمع بين جيلين
أستاذ بيعشق فى اللغة عطر السنين
وتلميذ فى العشق وارثه والنحو ليه دايماً حنين
والكلام بعد السلام عن كل يوم فات من سنين
والذكريات عن عمر فات اللى جرى واللى انقرىٰ
وفى وسط الكلام أستاذى قالى فاكر يا ولا
لما كنت أضربك عشان فى النحو ناقص نمرتين
قولتله يا أستاذى العزيز
ضربك ليا كان أهون ماليا
وعمره أبدا مزعلنيش
زعلى كان يا أستاذى زمان
وأنت راجع أخر النهار
والجو ولعه حر نار
والحر بيشوى الجبين
والعرق على خدى سايل
كأنى شارب فُنطاسين
كنت على الحج تعدى
تاخد فى الكلام معاه وتدى
وتقوله يابا الحج ابنك مش عاجبنى
ماهو ابنك فى الغلاوة زى ابنى
ابنك فى النحو ناقص نمرتين
مع إنى شارح مرتين
والتالته كانت من يومين
والنهارده ماسكته فى إيدى
وكان نصيبه شلوتين
كنت يا أستاذى بتمشى
والحج يقولى ماتقاومشى
عشان العصا متجيش فى رمشى
وطبعا إيديه كانت تقيله
وبالعصا يمنع أى حيله
ولسانه كان سابق إيديه
إيده بتضرب ويعاتبنى يقولى ليه
ويكون نصيبى كل مرة
علقه سخنه وبياته بره
والسبب أن أستاذى عنده ضمير
فى المدرسة يربى ويضرب
وضميره عمره فى يوم ما يهرب
والعلام كان القضية
بالذوق يكون أو بالأذية
المهم ولادنا تكبر
ماتكونش أبدا بلطجية
ودلوقتى يا أستاذى العزيز
إسمحلى أبوس الأيادى
وبعلو صوتى أصرخ وأنادى
البطل ده من بلادى