م. شريف عبد العزيز يكتب: الحوار لم يبدأ بعد

مرت 5 سنوات منذ اندلاع ما عرف باسم ثورة الخامس والعشرين من يناير فى عام 2011، ولم نصل بعد للاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى، رغم أننا أفضل كثيرا بالمقارنة بدول مجاورة سقطت فى أتون الحروب الأهلية وانهارت أوضاعها السياسية والاقتصادية وتفشى فيها الموت والخراب.

إلا أن عدم الاستقرار السياسى الذى أزاح نظامين بالكامل وأتى بثالث يعانى من اخفاقات فى عدة ملفات أصاب الاقتصاد والتنمية فى عدة مواضع وبدا لكثير من الخبراء أن مصر مقبلة على أزمة اقتصادية كبيرة مع ارتفاع الدين المحلى بشكل مبالغ وزيادة القروض المعروضة والتى عادة ما تأتى باشتراطات لها ما لها من أثر على المواطن العادى الذى يعانى بالفعل من ارتفاع الأسعار وانحسار الدعم بشكل تدريجى.

الملفت فى هذا المشهد المتعثر أن 5 سنوات من التغييرات السياسية لم تأت بالنتائج المرجوة، فضلا عن دماء كثيرة سالت بلا حساب يذكر، وموارد أهدرت وأموال هربت، ومعارك على الحدود مع جماعات مسلحة تستنزف الروح والمال والعتاد، بالإضافة إلى صراع سياسى لا يزال مستمرا بين الدولة والنظام الحاليين وبين بقايا جماعة الإخوان المسلمين بكتلهم ودوائرهم. وفى هذا السياق، يتساءل المواطن البسيط ماذا جنينا من ثورة كتلك؟ حتى أن البعض أصبح يسميها بالنكسة أو المؤامرة.

فى ظنى أن السبب الرئيسى الذى دفع بنا إلى الحافة هو غياب الحوار الحقيقى بين كل أطراف المجتمع المصرى من البداية، بما فى ذلك كل مجموعات المصالح والقوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بكل منابعها ومرجعياتها وتنوعها وتفتتها وتميزها الطبقى أو الاجتماعى أو الاقتصادى.

تعجب كثيرا لشعارات انتخابية براقة فى انتخابات الرئاسة لعام 2012 تتحدث عن الوحدة ومصر التى لكل المصريين والقوة المستمدة من الكل والبناء المعتمد على الحوار، إلا أن كل الأطراف انخرطت فى التراشق بالتهم وتحولت منابر الإعلام إلى منابر تشرذم شديد تحركها الاموال وبعض مراكز القوى.

فى ظنى أن الكل قد أخطأ، وأن مصر كان يمكن أن تكون أفضل من تركيا أو ماليزيا فى سنوات خمس بدلا من أن نقول نحمد الله أننا لسنا كسوريا والعراق فى يومنا هذا. إن التراشق بالتهم ما بين أفراد قادوا المشهد السياسى وقسموا المصريين إلى ثوار وفلول وعسكريين ومدنيين وعلمانيين وإسلاميين اخذنا فى اتجاه التشكيك والتخوين والتفتيت، وكان لزاما علينا أن نتكلم فى الملفات والمواضيع بدقة شديدة بعيدا عن هذا التحزب المروع بعد كل هذه السنين.

أعتقد أن الحوار الحقيقى لم يبدأ بعد فى مصر، لم يقم به أحد بشكل عملى ولا فعلى ولا مخلص، ولا يزال كل من سحبنا فى مستنقع التمزيق بقصد أو بغير قصد يحاول صدنا عن البدء فى حوار حقيقى على كل المستويات، ولا يزال الناس يتساءلون ما الذى جاء علينا بالنفع بعد كل هذا ؟ السؤال المهم، هو كيف يبدأ الحوار بين فرقاء لا يطيق بعضهم بعضا ويتهم كل منهم الآخر بالمسئولية الكاملة عن الفوضى الحادثة وإراقة الدم وغير ذلك من ملفات صعبة قل أن تجد فيها حلا مرضيا ؟ أؤمن أن هذه اللحظة قد اقتربت بشكل أو بآخر، حتى مع رفض كل الأطراف لها، وذلك لأن احتياجات المصريين الطبيعية أصبحت فى خطر وقد ان الوقت للاستماع إليهم أولا وعلى جميع الفرقاء أن يفعلوا ذلك.. وفورا.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;