د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب :dr Dalia.JPG مُتعة العذاب

أحيانًا، يُحب الإنسان عذابه، فيشعر بلذة من نوع خاص وهو يتعذب، وليس المقصود بهذا أن يكون مُصابًا بمرض نفسي، ولكنه قد يجد نفسه فى هذا العذاب، أو ربما يجد إبداعه فى هذا العذاب، فالعذاب رغم أنه حالة شجن وألم، إلا أنه حالة تفرض على صاحبها طاقة سلبية، تُجبره إما على الانصياع والاستسلام والرضوخ لها، وإما على محاربتها بإخراج أجمل ما لديه. وقد قرأت قصة للكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس"، اسمها "وعاشت بين أصابعه"، ففى هذه القصة كان البطل يكتب قصائد، وعندما أحبَّ البطلة، وكانت مطربة، فكان يشعر بالعذاب فى حبها، وكان هذا العذاب هو الدافع له لكتابة أجمل القصائد، لدرجة أنه كان يُعبر عنه بمتعة العذاب، فهو كان يجد فيه متعة، تجعل منه مُبدعًا، فليس كل العذاب جحيم، ولكن كل الجحيم عذاب، لذا، فالعذاب أحيانًا يكون مُمتعًا، أما الجحيم، فمن المستحيل أن يكون مُمتعًا، والعذاب قد يصنع عظماء وعباقرة ومُبدعين؛ لأنه أحيانًا يكون حافزًا وسببًا للتحدى ولاستمرارية الحياة، فمن يستغله لتفريغ الشحنة السلبية وإجلاء الطاقة الإيجابية، هو فقط من يصل إلى القمة، أما من يستسيغه ويستعذبه، فهو من يُحوله إلى جحيم، والجحيم يصل بصاحبه إلى الهوة السحيقة. فلا تندهشوا ممن يعشق عذابه، فهو يجد فيه متعة لا يحسها سواه، كالحبيب الذى يعشق عذاب غِيرته على محبوبه، والأم التى تستمتع بعذاب خوفها على أبنائها، والعَالِم الذى يجد لذته فى عذاب السهر والفكر، والشاعر الذى يستعذب الشوق والتأمل، فهل صدقتم أن للعذاب أحيانًا متعة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;