بين سطور رواية ساق البامبو لسعود السنعوسى توقفت عند فقرة ( حتى تذلل مصاعب العمل حسن علاقتك برب العمل، وكى تذلل مصاعب الحياة حسن علاقتك بربك ) عبارة استوقفتنى طويلا وظللت أفكر كثيرا وأتساءل، كيف أصبحت علاقتى بربى فى الفترة الأخيرة ؟، وللأسف الشديد وجدتنى غير راضية عما أفعله، نعم من الأفضل أن أواجه نفسى وأحاسبها باستمرار ، فى كل يوم، فى كل صلاة، بل فى كل ثانية، فأنا لا أعلم هل الثانية القادمة ستكون لدى فرصة للتوبة أم ستنعدم فرصى إلى اللانهاية.
قد يكون هاجس الخوف من الموت المفاجئ لدى دافعا لتدارك تأخيرى فى الصلاة وإيقاظى فى الفجر أو قراءة سورة الملك قبل النوم كما وصانا الرسول ، أخاف أن يكون إسلامى هو مجرد خانة فى دفتر الأحوال الشخصية، أسعى بكل جهدى للالتزام، رغم أن السعى لفعل أشياء أخرى يكون بمجهود أكبر.
رغم كل هذا فأنا دائما أدعوه وأسأله الجنة ، لعلمى أن رحمته وسعت كل شىء، ومهما قصرت أراه دائما بجوارى،يالله كم أنت رحيم بنا يالله ، تعلم أننا نفعل السوء وتنتظرنا نأتى إليك بدعواتنا لأنك تعلم أننا نخشاك ، وليس لنا ملجأ منك إلا إليك، تغدق علينا بنعمك التى لا تحصى ولا تعد، ورغم هذا بجهلنا ننسى ونشكر من فى الأرض ، فى الظلام تكون ونيسا لكل من ناجاك ليلا ،كم أنت حنون يالله ، معلوماتى الدينية ليست بصحة جيدة، بل دخلت الإنعاش منذ تركنا عقولنا للقيل والقال والشيخ هذا والعالم ذاك ،ولم نلجأ لتفاسير القرآن ،حتى أننا أصبحنا من تاركيه إلا من سورة الكهف يوم الجمعة ، حتى نضيق الحوائط عن يأجوج ومأجوج ، نحن المسلمون الجدد الذى تكلم بالنيابة عنا عمر طاهر فى إحدى مقالاته، يصف فيه حالنا الآن، ولذلك سأستعير منه هذه الكلمات ( سيدى رسول الله .. أما بعد .. أسير على حبل مشدود محاولاً الحفاظ على توازنى فى هذا الزمن الصعب، وعزائى الوحيد أن الامتحان صعب على الكل ) .
نعم نرجو شفاعتك يا رسول الله فقد تكاثرت الذنوب علينا حتى صغائرها لا نستطيع حمله وبقى سؤالنا الذى نخشاه كيف سنواجك يا الله؟ سبحانك ربى إنى كنت من الظالمين ، أدعوك كما دعاك سيدنا يونس فى بطن الحوت ، أن تثبت قلبى على الإيمان ، وتتوفنى وأنت راض عنى ، واحسن خاتمتى ، واشملنى برحمتك فأنا أرجو لقائك خاشعا.