رنّ جرس هاتفى صباح اليوم, نفس النغمة , وإن اختلف إحساسى بها وكأنها تحمل غضبا قادما من المتصل .
كانت هى ,أعرفها بهدوئها الشديد كبر كان خامد سرعان ما ينفجر دون مقدمات , فتحت الخط فوجدتها ثائرة ولم تترك فرصة للحديث فقد أخذت زمام المبادرة من فورها :
لقد قررت تغيير كل شيء حولى , بدءاً من شكل المكتب ووضعه , حتى الكرسى الذى أجلس عليه , حتى طريقى الذى أمشى فيه من سنوات بعيدة ذهابا وإيابا لعملى ..
أخدت نفسا عميقا فبدا أن صدرها يعلو ويهبط من غيظ عضوض يعتريها ثم استأنفت حديثها وأنا صامت أصغى : كرهت روتين حياتى , ولا أخفى عليك لقد كرهت صمتك وإصغائك لى وصكتّ الهاتف فى وجهى .