نورا عبد الفتاح تكتب : نعم هو بغى!

من التقاليد والموروثات السلبية البدائية المرتبطة بالذرية، قديما كان الأمر يصل إلى وأد البنات أحياء، وعليك أن تتخيل فى ذهنك الصورة بالتفصيل ؛ أن يأخذ أب ابنته التى من صلبه والتى لم تفعل شيئٱ بعد، ذات اليوم الواحد، ويجهز لها بمجهوده الشخصى، حفرة حوالى أربعين سنتيمتر، ويضع جسدها الصغير، ويغلق عليها قبرا، ويعود إلى حياته. وبعد الطفرة الحضارية الرهيبة، وصلنا إلى ترك البنات أحياء ولكن مع تمييز للذكور عليهن، سواء أخيها أو ابن عمها أو ابن خالها وفيما بعد زوجها، أى ذكر، هو خير منها وأفضل. ولا أعمم فى حديثى هذا، ولكن هذه الأفكار تطبق واقعيٱ وبشكل دائم فى مكان ما، وأعدادها تستحق الاهتمام. والآن ونحن فى القرن الحادى والعشرين، أرى هاتين الجريمتين اللتين تم ذكرهما، ومعهما جريمة ثالثة ليست ضد الإناث فقط وإنما الذكور أيضٱ ؛ إنها تسمية الأبناء بأسماء الآباء والأمهات والأجداد والأعمام والأخوال. وبدون التركيز على أسماء وألقاب بعينها، إلا أن هناك بعض الأسماء لا يصدق إنسان أن أحدا يسمى بها ، " ضناه "، الذى يفترض أن يمثل هو له الأب والظهر والسند، فإذا به يخذله من اول يوم له فى الدنيا. فبداية من الأسماء المقبولة التى لا تناسب مكان أو زمان الطفل، وصولا إلى أسماء مستحيلة لا يصدقها عقل. وصلتنى معلومة مؤكدة عن سيدة تدعى " عبد الستار " ، ودون الخوض فى تصورات أو تخيلات، فلن يكون هناك سببٱ واحدٱ، يعذر من أسماها عبد الستار، مهما فصل وبرر. وحتى الأسماء العادية ولكنها لا تتناسب مع مكان الطفل أو زمانه، يظل الطفل يتعذب بها سنوات عمره كلها من سخرية زملائه وأصدقائه ومعلميه ثم زملاء العمل والجيران ثم حتى من شريك حياته المحتمل، فوقع الاسم على كل طرف يحدث فرقا، وكل هذا بسبب عند أحد الأبوين وتمسكه بتسمية ابنه أو ابنته باسم والده أو جده أو والدته أو جدته، أو أى شخص يهمه على وجه الأرض. وما يؤكد شعور مرتكب هذه الفعلة ببلوته، هو أنه عادة ما يطلق على هذا الطفل اسم آخر " دلع "، كما نقول ويصبح هو اسمه الحركى وينحى الآخر العجيب جانبا وكأنه قد دفنه وأنكره، ولكنه لم ينحيه من سجلات الدولة ولا من عقول وأذهان كل من يعرفون طفله. وهو هكذا يتخيل أنه قد أنسى طفله، مأساته التى التصقت به ولن تفارقه. أجد فى ذلك شىء كبير من القسوة تصل إلى حد الشك فى درجة حب هؤلاء الآباء لأبنائهم، بل وظلم لهم، فكيف يظلم أبا ابنه الرضيع ذو اليوم الواحد ويمرضه مرضا، لا يستطيع الطفل أن يشفى منه ما بقى له من العمر. هؤلاء المظلومين، ناقمين على آبائهم، مهما مر بهم العمر وأغلبهم يتجنب هذا الأمر مع أبنائه، لأنه لم يسامح بعد أبويه على هذه الجناية والبغى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;