ثقافتنا بتختلف كتير عن الثقافة الغربية فى مسألة الوقت، ويمكن من أحد عوامل الفساد اللى بنعانى منها هو عامل الوقت، ودايما بننصح الحكومة ونقولها لازم "نترخ" الخطوات ماينفعش نِسيب التنفيذ فريسة لعامل الزمن، كدا إحنا اللى بنأخر نفسنا بإدينا، وأظن يعنى الوطن مش مستحمل كفاية المؤامرات الخارجية.
خَلونا ندخل عملى على طول، كان عندنا مشروع عظيم اسمه "قناة السويس الجديدة" والرئيس قال لازم المشروع يخلص فى سنة، ومن الوهلة الأولى طالما المشروع مُترخ الخطوات اعرف إنه ناجح من قبل ما يبدأ، وفعلاً افتتحنا المشروع بعد سنة والمشروع جاهز الآن لاستقبال العالم فى تطوره التجارى، تعالى بقى نفترض إننا ماكناش حددنا مدة لتنفيذ المشروع كان زمانا لسه لحد دلوقتى بنرسم فى الخرائط وحِلنى بقى على بال لما نعمل لجان وتنبثق منها لجان لمُراجعة الخرائط ولجان تانية لطباعة الخرائط ولجان تالتة لنقل الخرائط بدعوى السرية ولجان رابعة تُثبت أن الخرائط غير مُطابقة للواقع فنعمل لجان خامسة لتقطيع الخرائط وعلى 2050 مـ لما نكون بدأنا فى مرحلة الحفر الفعلى للقناة الجديدة بدعوى إن تغيير خريطة العالم مش بالساهل ولازم نهيأ الخارج لهذا التغيير الكبير.. فالحمد لله إن المشروع خِلص وافتتحناه .
علاقة الوقت والفساد علاقة طردية، يعنى وقت التنفيذ يزيد يبقا لازم هتلاقى فساد، أنا عاوز لما الحكومة تسفلت طريق تيجى كدا فى أول الطريق وتحط يافطة كبيرة فيها ميعاد بدأ العمل وليكن يوم 25 من شهر فبراير ولمدة 30 يوما وهيكون الطريق جاهز للاستخدام يوم 26 من شهر مارس، كدا الحكومة عملت حاجتين فى منتهى الروعة الحاجة الأولى إنها حجمت فساد ممكن يحدث فى مراحل تنفيذ هذا الطريق وجعلت الشعب معها رقيباً على المشروع، والحاجة التانية إنها بتعلم المواطن بطريقة غير مُباشرة أهمية الوقت، فالمواطن لما يلاقى مشروع هنا ليه وقت بدء ووقت انتهاء ومشروع هناك ليه وقت بدء ووقت انتهاء، هيحس فعلاً إن البلد شغالة بجد والأفراد هتتعلم من الكلام دا وهتطبقوا فى حياتهم العملية .
محتاجين لما وزير يطلع يكلمنا فى التليفزيون مايكلمناش عن 60 مشروع الله وحده يعلم إمتى هتتنفذ، لأ إحنا عاوزين الوزير يكلمنا عن مشروع واحد بس وهيتنفذ فى مدة مُحددة مُسبقاً ويتنفذ فعلاً مش يعمل زى وزير الاتصالات فى شهر مايو 2013 مـ لما قال إن هيتم تعميم الانترنت فائق السرعة فى مصر فى سبتمبر 2013 مـ، تخيل حضرتك معايا لو كان وعد الوزير اتنفذ فى سبتمبر فعلاً كان وفر أد إيه من وقت المواطنيين يعنى بدل لما هنبعت إيميل فى ساعة كنا هنبعته فى دقيقة يعنى 59 دقيقة توفير، وكان زمان اسم الوزير دلوقتى محفور فى ذاكرة الشعب باعتباره رجل الانجازات.
محتاجين " تَيِمَر" صغير أو ساعة رقمية فى عربات المترو والقطارات اللى بتتقلب، توضح للناس الزمن المُتبقى على الوصول للمحطة القادمة، وآلة فى المصلحة الحكومية تحسب للمواطن وقت دخوله ووقت خروجه وتعويضه مادياً إن تأخر داخل المصلحة الحكومية عن مدة مُحددة لتخليص خدمته، ولا بلاش فكرة الآلة دى لسه بدرى علينا، بس صدقونى الدولة مش هتتقدم إلا كدا .
الدولة لما تفرض النظام وتهتم بالوقت هتلاقى المواطن أتوماتيكياً بيحس بتحسن وهتلاقى الدولة بقا ليها ترتيب على خريطة العالم الأول، المشكلة عندنا فعلاً هى مشكلة فى الوقت اللى مش عاملين حسابه .