نحن ندور ونلف حول أنفسنا ونخرج من الحفرة لنسقط فى نفس الحفرة ليس مرة واحدة بل مرات ومرات وهكذا تصبح مشاكلنا تتزايد وتتفاقم ونحن نبحث عن حلول تقليدية تافهة فتارةً نحلها بالكلمات المعسولة وتارةً أخرى نحلها على حساب شخص مُعين وفى أوقات كثيرة نحلها على حساب مؤسسة بكاملها ولايهمنا هل الحل إيجابيا أم سلبيا ولكن الآهم والمهم والاهتمام أننا نُصرح أننا قدمنا حلولا وتعالوا معا نشرح المشكلة فقد بدأت بازدياد مُعدلات الجريمة وتزايد أعداد السكان واتساع الرقعة السكانية وتزايد أعداد السيارات فى الشوارع فبدأت الأنظار تتجه لحل مشكلة المرور عن طريق زراعة الكاميرات فى إشارات المرور ولكن كطبيعتنا وبدلا من وضع الكاميرا تعمل واعتياد قائدى السيارات على الوضع الجديد وضعنا أمين شرطة وضابط ليشير للسيارات بالمرور، والإشارة حمراء وهكذا فقدت الكاميرا الموجودة الهدف منها وبدلاً من تقليل أعداد الأمناء فى الشارع أصبح وجودهم عبئا على الشارع والسيارات وقائديها بل وعلى الكاميرا نفسها فاحتارت الكاميرات فينا وفى أدائنا الركيك وعادت أهمية الكاميرات تلوح فى الآفق فى جرائم السرقات من محلات الذهب بصفة خاصة ومن المحلات والشوارع بصفة عامة وشاهدنا بأعيننا السارق وهو يراقب ثم وهو يستعد ثم، وهو ينفذ وهكذا أصبح وجود الكاميرات ضرورة لحفظ الأمن فى البلد وتقليل نسبة الجرائم وستأخذ القصة والحكاية مدة طويلة حتى يطور اللص أداؤه فى تعطيل الكاميرا التى تتطور بسرعة الصاروخ حتى أنك أصبحت تستطيع مراقبة منزلك ومحلك وسيارتك وأنت فى بلد آخر وعلى هاتفك المحمول ولكن عندما حدثت المشكلة الكبرى فى مستشفى المطرية ظهرت مشكلة أخرى فى التعامل مع الكاميرات وهى مشكلة الصيانة فنحن عندما نشترى شيئا لابد أن نهلكه ولانبحث عن صيانته ففوجئ الجميع أن الكاميرات مُعطلة أو تعمل صباحا ولاتعمل مساءً وهكذا تفقد الكاميرات الغرض منها وهكذا تكون خدمة مابعد البيع غير مُفعلة وبلا قيمة والكاميرا بلا جدوى وهنا تظهر المشكلة الكبرى فى المحاكم وأمام القضاة أطراف تتصارع وأقوال مُرسلة وتحريات ضعيفة وفيها شبهات كثيرة منها شبهة العلاقات ومنها شبهة الرشاوى ومنها شبهة المجاملة ومنها شبهة الانتقام ولادليل سوى الاعتماد على أمانة الأشخاص التى تقوم بالتحرى، وأصبحت التليفونات المحمولة بديلاً للكاميرات الثابتة وأصبحت تفضح الجانى ولكنها أيضا ليست دائما فى أيدى أمينه وأيضا غير مُتاح التصوير بها دائما وتكون الكارثة (لو صورناهم حيضربونا ولو ماصورناش حيكدبونا)، ونعود تانى لنقطة الصفر ولابديل عن الكاميرات فالقصه هنا لابد أن نعممها وندعمها لنخرج من هذا النفق المظلم وهو نفق الاتهامات المتتالية وفى النهاية نظلم البرئ وينجى الظالم ويضيع الحق ويبقى الألم ويظهر على السطح الرغبه فى الانتقام ويُصبح التربص سمه من سمات المجتمع الكاميرات تُنقذ ابنك وبنتك وتنقذك من مخاطر الكاميرا أنقذت سائق ميكروباص من تلفيق تهمه يصل الحكم فيها إلى 25 سنة سجن والكاميرا أعادت حق طبيب الإسماعيلية والكاميرا أعادت مسروقات كثيرة وكنت سعيدا جدا ونقابة الأطباء تصمم على تواجد الكاميرات فى المستشفيات، وأتمنى من كل الوزارات أن تصمم على تواجد الكاميرات فى المدارس داخل الفصول تراقب شرح المدرس وتصرفاته بل وتصل لتحديد حوافزه وفى المصالح الحكومية وفى أقسام الشرطة وفى لجان المرور والأكمنة فى الشوارع فى محطات القطار فى المطارات على الطرق الدائرية سبقتنا دول كثيرة لأنها تتمنى الأفضل وتحرص على الوقت وتتجه للعدل كاميرا فى عمارة قادت مليونير وضابط أمن دولة سابق للجنايات وسجلت اغتيال سياسى فلسطينى من لايُريد كاميرات فهو الجانى هو القاتل هو المجرم فى حق المواطن وفى حق الدولة هو الذى يدفعنا للصدام هو الذى يجعلنا نقف محلنا ولانتقدم من يخاف على نفسه لن يخاف على الدولة مصر لن تنهض إلا بالتطوير فى كل شىء وماكتبته ليس اختراعا ولكنها أمنيات اعلم وللآسف أنها ستضيع وسط الخلافات العاتية بين من يسعد بدولته هكذا ومن يتمنى تطويرها وتقدمها.