إنه نفس التوقيت من كل عام.. وأنت تنظر إلى تلك الأرقام التى تنقضى على الأوراق.. إنها تتبدل بطريقة ما تجعلك تتساءل.. أكانت سريعة حقا..؟ أم نحن من فقدنا فى سرعتها..؟!
ولكننا فقدنا بعض الشىء...
إن جلاء الأيام يعلمك أكثر من أى شىء آخر.. ينضجك أكثر..
إنها تذكرك بأن الليل ليس بطويل كما كنت تحسبه .. وأن الظلام لم يعد مخيفا هو الآخر..
وأيضا تعلمك بأن ليست كل الأمور تستحق الوقوف كثيرا .. كما أن الأيام لم تقف لبرهة ..
وأنك قد تجد فى أكبر الأمور بساطة ما لم ترها فى أصغرها .. ولكنك أنت وقفت كثيرا..
وبعض الذى كنت تخشاه تراه الآن ضعيف متهاوى ..
وتقلبات العام تلك لن ترحل إلا وقد تقلبت أنت معها .. وبداخلك فصول العام كله فى فصله الواحد .. تتواتر أحيانا .. وتهدأ أحيانا..
وذلك العام المنجلى لن يمضى إلا وقد أضاء بك جانبا ما كنت غافلا عنه..
ربما تكون بعض النهايات مطلوبة بقدر ما..بعض النهايات تفتح لك نافذة منها تنفذ إلى بداية جديدة..
وأنت الآن تدخل عامك الجديد .. والجديد دائما ما يضعك على البداية .. والبدايات غالبا من اختياراتنا .. إنها تضع لك الخيار من جديد ..
ولكن.. أكثر ما قد تتعلمه هو أن تمضى من حال إلى حال.. أن تعبر من بين هذا الزحام كله.. دون أن تيأس .. دون أن تفقد نفسك أكثر..
ولكنك تعى جيدا كيف تعبر.. ولا يمكن لك أن تدعى غير ذلك..!
فإنك قد عبرت حقا.. وأنت الآن دخلت عاما جديدا.. وغدا يوم آخر.