تغير العالم وتغيرت معه عادات وتقاليد وأفكار وأيديولوجيات كثيره، ولكن هناك نسبه كبيره من الشباب لم تتغير، نقصد تلك الشريحة المراهقه حديثاً التى تعشق الوقوف بالساعات على رؤوس الشوارع المطله على مدارس البنات، هدفهم إرسال كلمات الإطراء وعبارات الغزل المغلفة بأجمل أو أبشع الألفاظ اللغويه، ذلك أن مضمونها يتبع درجة ثقافة الشاب، فأسلوب غزل إبن القرية يختلف عن أسلوب إبن المدينه، وأسلوب معاكسة إبن منطقة ما، يختلف عن أسلوب إبن منطقة اخرى، كذلك قد يكون رد فعل فتاة الريف مختلف عن رد فعل فتاة المدينه وهكذا، للأمانة هناك عبارات غزل خفيفة وظريفه تسمعها الفتاة وتضحك عليها، ويستميل قلبها لقائلها، وهناك عبارات سخيفه وإباحيه، وربما تصل إلى مرحلة التحرش التى تحتاج فى الرد عليها إلى أقسام الشرطه !
يبدأ موسم المعاكسات عند إفتتاح المدارس حيث تصطف طوابير الشباب أمام أبواب مدارس البنات، أو فى الطرق المؤديه إليها، وقد يتركون مدارسهم ومصالحهم من أجل متابعة ميدانية لفتيات المدارس الجميله، وتزداد جرعة المعاكسات عندما يجد الشاب أن الفتاة المقصودة تشاركه الغزل والمراهقة، هنا قد تتحول الحاله إلى إستلطاف وتبادل أرقام الهواتف، ثم إلى موعد غرامى فى إحدى الأماكن البعيده الهادئه، وأحياناً قد ينقلب الغزل، إلى مأساة لاسيما إذا كانت الفتاة قد تضايقت فأخبرت أهلها الذين قرروا الإنتقام لشرفهم، فينتهى الأمر، بالمستشفيات، وأروقة المحاكم، وعدة محامين !
وفى هذه الحاله بل وفى جميع الحالات لا ينفع الندم، وقد يصل الأمر إلى مرحلة اليأس عند معالجة هذه المشاكل المعقدة، وهنا لابد أن تكون التربية والأخلاق للشاب تبدأ من عتبة البيت لا من عتبة المدرسه فقط، وبتعبيرات الشارع نقول : ( اللى مايربهوش أمه وأبوه، تربية الأيام والليالى )، وإلى أن تمر السنه الدراسية بخير دمتم على شوارع مدارس البنات بلا شباب مراهق أو بقوات أمنيه تحمى بناتنا بها !