حب الأوطان والانتماء إليها، ليس كلمات نتغنى بها وننشدها بل هى حالة واقعية يعيشها الفرد داخل وخارج الوطن، فالمواطنة علاقة متشابكة ومتفاعلة بين الوطن والموطن، فتقاس المواطنة بمدى اهتمام الوطن بها وتنميتها فى نفوس أبنائه منذ الصغر، حباً فى الوطن والتضحية من أجله، فالدولة هى الأم والموطن هو الابن فبقدر اعتناء الأم واهتمامها بكرامه وحرية أولادها تكون الطاعة لأوامرها والدفاع عنها والخضوع لها حباً وإكراماً لها، وبقدر قسوة وإهمال وعدم المحافظة عليهم يأتى العصيان بل وهجرانها، هذا هو حال وطنناً الحبيب الأم، فالأم هى التى تعطف على مواطنيها فى الداخل وترعى مصالح من فى الخارج، ربما ضعف حب الوطن وقل الانتماء إليه ولكن هذا لم يأت من فراغ فقد أصبحا نستشعر بأننا أولاد زنا، فماذا تنتظر من ابن جاء بطريقة غير شرعية؟ماذا تنتظر من (ابن حرام) غير العقوق وقلة الاحترام وضعف الانتماء والشخصية!
أصبحنا نشعر داخل أوطاننا بأننا غرباء ليس لنا حق ولا رأى ولا مأوى ولا حياة، منبوذين نهاجر خارج أوطاننا لعلنا نعيش بحرية وقيمة إنسانية وبحثا عن لقمة عيش منغمسة بذل ومهانة لكرامة ضاعت داخل أوطاننا قبل البلاد الخارجية، فلا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية ولا كرامة إنسانية، بل ضاعت كافة حقوقنا كمواطنين لمجرد الحصول على تأشيرة عمل خارجية، حتى ابسط الحقوق أضحت وهمية بسفارة تغلق الأبواب أمام أى مطالب إنسانية.
إن المرحلة التى تمر بها البلد الآن ليست فى حاجة إلى سلاح أو حرب على بعض الفئات وان كان هذا أمر لا غنى عنه، بل مرحلة تحتاج إلى ما هو أهم، فالأساس هو حب الوطن والشعور بالانتماء إليه والخوف على مصلحته، فإذا استشعر الموطن بهذا وهذا دور الدولة، فلا ترى عجز فى الميزانية ولا أزمة دولارية ولا بطالة ولا ارتفاع فى الأسعار ولا إرهاب، فسواعد أبناء الوطن فى الداخل والخارج قادرة على حل كل الصعوبات، لكن بشرط حب الوطن والشعور بالاٍنتماء إليه، "فحب الوطن هو الحل".
فيا أمى المصرية انظرى إلى أولادك بإنسانية ولا تنسى بأن لهم حقوقاً شرعية إنسانية، ضاعت وانتهت ولم يبق منها سوى رماد من نار الإهمال والنظر إلى المصالح السياسية، فقد آن الأوان لأن تجمعى أولادك بعطف وحب تحت سماء الوطنية لتعزيز العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.