من يكتب التاريخ قديماً وحديثاً ؟ من يتحكم فى من يكتب التاريخ ؟ إن هذه التساؤلات لتراودنا على فترات مختلفة، ولكننا يوماً لم ننظر إلى التاريخ نفسه هل هو سىء أم جيد؟؛ إنه وبكل وضوح أن من يتحكم فى كتابة التاريخ هو التاريخ نفسه ؛ فالتاريخ الجيد الناصع البياض المُشرف صانعيه هو دائماً ما يبقى لأجيال متلاحقة دون تزوير فى كثير من الحالات .
ولكن السؤال الأهم والناتج من هذه المقدمة ، هل التاريخ السىء يزول ؟ الإجابة تكمن فى الرائحة الكريهة ! إننا لنكره الرائحة الكريهة اكثر من أى شىء آخر وهى باقية مستمرة ولكننا نحاول ان نخرجها..هكذا التاريخ السىء فهو مستمر ولكننا نريد التخلص منه ..
إن المغزى الاهم من قصة التاريخ الا وهو توجيه رسالة شديدة اللهجة الى من يظنون أنه بصنعهم عدة كتبٍ صغيرةٍ تسمى بكتب التاريخ فهم عندها يكتبون التاريخ ويزورونه، ولكن الحقيقة تحتم أن هذه الكتب ما هى الا رائحة كريهة تبقى لفترة ثم تزول....
ولكن هل تسير الامور دائماً بهذا الاسلوب؟ إنه لفى الحقيقة أن كل ما ذكرته ما هو الا السيناريو الطبيعى الذى لابد له أن يسير ، ولكن هناك تدخلات بشرية تحول دون هذه الطبيعة كتدخل نظام لتشويه صورة نظام آخر سابق بتسيير الاعلام الى مبتغاه أو بصناعة كتب مزورة ولكن برغم انتشار هذه الطرق والأساليب فى الكذب والخداع وتزوير التاريخ الا انها قليلا ما تواجه النجاح وكثيرا ما تصارع الفشل ....
ولكننا إذا اخذنا نتأمل فى صناع التاريخ على مدار الازمنة المختلفة سواء اكانوا مصلحين ام مفسدين سنجد عدة نمازج على الانواع المختلفة من التاريخ وكيف تم تزويرها ....فمثلا اذا نظرت الى ما يقال عن هتلر فانك لتجد من يراه سفاحا ومن يرى هتلر رجلا عظيما دافع عن بلاده فتختلف الاراء ولكن تكمن الحقيقة فى من شاهدوا هذه الاحداث ....
ولكن من العوامل الاساسية التى تمنع تشويه او تزوير التاريخ هى شهود العيان الذين رأوا الحقيقة امام اعينهم فيروونها الى ابنائهم وهكذا تنقل الحقيقة دون تزويرها فهم ينظر اليهم كالحائل بين المزور والحقيقة .