استخراج السكر من ثمار البنجر.. 14 مرحلة من لحظة الحصاد إلى أن يصلك معبأ في أكياس

رصدت كاميرا انفراد مراحل صناعة السكر، منذ بداية استلام ثمرة بنجر السكر، وحتى الخروج فى شكلة النهائى، والتعبئة لواحد من أهم السلع الاستراتيجية في مصر. وأجرى انفراد جولة داخل أحد مصانع السكر بالإسكندرية، بمنطقة النوبارية، والتى تشتهر بزراعة البنجر وصناعات السكر المستخرج منه. حيث تمر صناعة السكر بنحو 14 مرحلة، لتنتهى بمنتج السكر، حيث تبدأ بتسليم ثمار البنجر إلى مصانع السكر، ثم مرحلة المعمل لأخذ عينة، واستبعاد ثمار البنجر التالفة، والتى تحوى كدمات أو خدوش، ثم تأتى مرحلة غسل ثمار البنجر، للتأكد من خلوها من الحجارة، والأتربة التى قد تكون علقت بها وتقطع ثمار البنجر إلى شرائح رقيقة بحيث يظهر اللب. ثم وضع شرائح البنجر الرقيقة فى الماء الذى يجب أن تكون درجة حرارته 70 درجة مئوية. يظهر بعد مدة من وضع شرائح البنجر فى الماء عصير لونه أصفر باهت، وسماكته قليلة، حيث يجب غليه مع كمية من الماء لتزيد سماكته ويصبح لونه جميلاً. ويوضع العصير المكثف فى مضخات غليان ضخمة لتبدأ مرحلة إظهار بلورات السكر، وعندها تفصل هذه البلورات عن السائل المتكون عن طريق جهاز خاص بالطرد المركزى ويتم غلى السائل الناتج عن عمليه الفصل، وإعادة تكثيفه لاستخراج أكبر كمية ممكنة من السكر. ويقول المهندس يسرى الشريف، مدير المحاصيل السكرية بمديرية زراعة الإسكندرية، إن صناعة السكر تمر بعدة مراحل تبدأ بتوريد محصول البنجر من الآراضى الزراعية إلى المصنع،وتمر على الميزان ثم المعمل لآخذ عينة من السيارة، ويتم وزن العينة لتبين حجم الشوائب بالمحصول، وتمر بمرحلة غسيل بالمعمل، واستخراج الشوائب، ثم إعادة وزنها مرة أخرى لتبين الوزن الحقيقى لثمرة البنجر بدون شوائب. وأضاف: بعد مرحلة المعمل يتم دخول السيارات إلى وحدة التخزين، من خلال سير يعمل على غربلة المحصول من الشوائب، ويتجه إلى وحدة التخزين، ثم الى وحدة الغسيل، ثم وحدة التقطيع حيث يقطع الى شرائح صغيرة ، ثم وحدة التبخير، واستخراج السكر، وأخيرا وحدة التعبئة لمنتج السكر. وحول زراعة محصول بنجر السكر بالاسكندرية، قال المهندس الشريف، إن هذا العام مديرية الزراعة بالإسكندرية قد استهدفت 10 آلاف فدان من بنجر السكر ،حيث يتم زراعة محصول بنجر السكر على 3 عروات، العروة الأولى من منتصف يوليو الى منتصف أغسطس و تتميز بإنتاجية عالية و نسبة سكر منخفضة ،و العروة الثانية من منتصف سبتمر الى منتصف أكتوبر وتتميز بتوازن بين كمية الانتاج و نسبة السكر بالبنجر،ثم العروة المتأخرة فى منتصف نوفمبر . مشيرا الى أن المديرية تهتم بزراعات المحاصيل التى تنتج السكر ،مثل محصول بنجر السكر، ويتم تسهيل التعاقد المباشر بين المزارع و المصنع ،وتوفير التقاوى و المبيدات. وأكد على أن المديرية تعمل على مواصلة الارشاد الزراعى للفلاح لتحقيق أعلى إنتاجية للمحصول ،من خلال التواصل المباشر مع الفلاح ،ووسائل التواصل المختلفة للرد على إستفسارات الفلاحين ،و التوعية بإصابات المحصول ،ومعالجتها بالمبيدات ،وأكد على دور الإرشاد الزراعى لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان، لخدمة الفلاح والوطن، وتحقيق الاستفادة المتبادلة بين زيادة أرباح الفلاح واستمرارية زراعة المحصول، وتحقيق الدولة للإكتفاء الذاتى وسد الفجوة بين الاستهلاك المحلى والإنتاج الزراعى. وحول الإنتاج المحلى من زراعات بنجر السكر، قال المهندس يسرى الشريف، يتم زراعة نحو 600 ألف فدان من بنجر السكر سنويا، تنتج نحو 2.2 مليون طن سكر سنويا، والاستهلاك المحلى نحو 3.1 مليون طن سنويا، ويتم استيراد 900 طن سنويا فى ظل الظروف الحالية، ونسعى إلى تقليل الفارق بين المنتج المحلى والاستهلاك لتقليص حجم الاستيراد. واوضح أن مصر وصلت إلى مرحلة الإكتفاء الذاتى من إنتاج السكر فى السنوات السابقة، ولكن نظرا للظروف الحالية لآسباب متعددة أدت الى تقليص مساحة المزورع من بنجر السكر، ولكن السعى حاليا نحو زيادة زراعات بنجر السكر، وهذا العام بالرغم من تقليص المساحة الزراعية، إلا أن الإنتاج مرتفع ويتم سد العجز ، مؤكدا على أنه قريبا سوف تحقق مصر الاكتفاء الذاتى من صناعة السكر كمنتج استرتيجى .