مشروع ضخم يهدف الى تطوير "برج إيفل" أكبر معلم سياحى فرنسى رمز مدينة النور من المنتظر عرضه على بلدية باريس للتصويت عليه سبتمبر المقبل والبدء فى التنفيذ بحلول 2019.
مشروع تطوير جديد مثير للجدل لا يهدف الى تجميل واحد من اكثر المعالم السياحية الاشهر فى العالم فقط ولكن الهدف الامنى كان ابرز النوايا حيث طلبت السلطات الامنية من بلدية باريس تنفيذه لحماية الزوار خاصة فى ظل الهجمات الارهابية التى تتعرض لها العاصمة الفرنسية باريس فى السنوات الاخيرة وأهمها الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في 7 يناير 2015 وكذلك هجمات 13 نوفمبر من العام نفسه، هذه العمليات أودت بحياة عدد كبير من الضحايا وقد يعرض المزيد منها حياة السائحين والزور الفرنسيين للخطر.
اتجاهات عدة وضعتها الشركة المسؤولة عن التنفيذ والتطوير والتى تتضمن إقامة جدار زجاجى يحيط بالبرج من جميع جوانبه لحماية الزوار،تنسيق الحديقة الكبيرة المحيطة بالبرج وتحديث المداخل وتجديدها لتخفيض أوقات الانتظار وتسهيل الدخول وإعادة دهان كامل البرج .
ومن المقرر ان يمتد الجدار على جزء مهم من المساحة المحيطة بحديقة البرج ولكنه سيترك جزءا من الحديقة للاستخدام العام , وسيتم تثبيت الحائط الزجاجي الشفاف بدعائم مطمورة في الأرض حيث يصبح مستحيلا الدخول إلى حرم البرج كما كان متاحا من قبل إلا عبر نقطة دخول واحدة فقط مجهزة بكافة الوسائل الأمنية.
وللحفاظ على المعنى التجميلى صممت الشركة المشروع على اساس ان الزجاج الشفاف سيؤدي إلى تخفيض الأثر المرئي للسياج وبالتالي لن يؤثر على مجال رؤية البرج، وهو ما يعني ضرب عصفورين بحجر واحد تعزيز الحماية الأمنية وإتاحة الرؤية العينية.
البرج الحديدي العالمي صممه وأنشأه المهندس الفرنسي غوستاف إيفل ومعاونيه بمناسبة المعرض الدولي لباريس في 1889 يبلغ ارتفاعه 324 مترا ويوجد في أقصى الشمال الغربي لحديقة شامب-دي-مارس، بالقرب من نهر السين، وسمي برج 300 متر في الافتتاح، أصبح هذا المنشأ رمز العاصمة الفرنسية باريس وهو الموقع السياحي الأول بارتفاعه الذي يبلغ 313،2 متر، بقي برج إيفل لمدة 41 سنة المعلم الأكثر ارتفاعاً في العالم.
تمت زيادة ارتفاعه عدة مرات بتثبيت العديد من الهوائيات، ليبلغ ارتفاعه 327 متر منذ 8 مارس 2011. استعمل في الماضي في العديد من التجارب العلمية، ويستعمل اليوم في بث برامج الراديو والتلفاز.
وستصل كلفة مشروع التطوير إلى حوالي 20 مليون يورو، ورغم هذه الكلفة الكبيرة أكدت بلدية باريس أن الدخول إلى حرم البرج سيظل مجانا كما كان دائما ولكن أسعار الصعود إلى البرج نفسه ستشهد ارتفاعا ملحوظا وستبلغ 17 يورو بدلا من السعر الحالي وهو 11 يورو.
وعللت الشركة هذا القرار بقولها إن "80 بالمئة من الزوار هم من الأجانب وهم معتادون على دفع مبالغ تصل لضعف هذا الرقم عند زيارتهم لمعالم أقل شهرة في بلدان أخرى .
ولم يأمن المشروع الضخم من فرض حالة من الجدل بين الباريسيين فهم بين مؤيد ومناهض حيث يرى المعارضون أن هذا المشروع يمثل هدرا لجمالية المكان وتاريخيته، كما أن تشديد إجراءات الدخول للمكان سيكون عائقا أمام الكثير من المارة الذين يودون الاستلقاء على أعشاب الحديقة أو أخذ صور عابرة تحت البرج كما اعتاد الباريسيون فعله منذ عقود طويلة.
اما المؤيدون يرون فيه أمرا أساسيا لحماية هذا الأثر المهم وكذلك حماية حديقته الكبيرة من تعديات المتطفلين الذين لا يحترمون المكان ويلقون بقمامتهم ومهملاتهم.
وكان البرج محاطا بالفعل بسياج أمني من الحواجز الحديدية منذ شهر يونيو 2016 تزامنا مع فعاليات كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في باريس.
السلطات الفرنسية لجأت لهذه الإجراءات نظرا لارتفاع مستويات التهديدات الأمنية بوقوع عمليات إرهابية تستهدف المدينة.
وسيبدأ العمل في هذا المشروع بداية من خريف 2017 وسيتراوح ارتفاع السياج بين مترين ونصف وثلاثة أمتار وهو مضاد للرصاص وصعب الاختراق.