نشرت صحيفة الشرق الأوسط كاريكاتيرا يؤكد أن أسعار النفط تتراجع بقوة.
وقد كشف الخبير والمستشار النفطي الدولي السعودي، الدكتور محمد سرور الصبان ، أسباب الانهيار التاريخي لأسعار النفط الأمريكي التي حدثت في وقت متأخر من الاثنين، حيث هبطت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم مايو بنسبة 306% أو 55.90 دولار وأغلقت جلسة نيويورك عند -37.63 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يونيو عند التسوية بنسبة 8.9% أو 2.51 دولار وأغلقت جلسة لندن عند 25.57 دولار للبرميل.
وقال الصبان في مقابلة مع العربية.نت إن أسواق النفط فيها فائض كبير بين ما هو موجود كمخزون تجاري لدى الشركات الأمريكية أو مخزون عائم في البحار القريبة من شواطئ الولايات المتحدة".
وأوضح الصبان أن هذه الأجواء من التخمة في المعروض تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم، من التدهور الشديد الذي حصل في الطلب العالمي على النفط، والذي قابله معروض كبير من النفط وبالتالى من البديهي أن يضغط هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض الشديد.
واعتبر الصبان أن ما قام به تحالف "أوبك بلس" غير كاف لسحب الفائض من السوق النفطية، وكان من المفروض أن تنضم إلى هذا التحالف في تخفيض إنتاج النفط كل من أمريكا والنرويج وكندا والبرازيل إلا أنهم إلى الآن لم يقوموا بذلك وبقيت أمريكا تتذرع بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي، وهذا ليس تعهدا وهو قائم على افتراض أن الأسعار الحالية للنفط الأمريكي ستستمر بنفس الوتيرة حتى نهاية العام.
وعن الفارق بين عقود مايو ويونيو قال الصبان إن شهر مايو هو بداية انتهاء الحرب السعرية القائمة في أسواق النفط، بموجب دخول اتفاق "أوبك بلس" حيز التنفيذ، وذكرت أرامكو السعودية أن إنتاجها سيكون بحدود 8.5 مليون برميل يومياً"، إلا أن شهر مايو يعانى من الفائض في المعروض، ويعاني من الإجراءات التي اتخذت بإغلاق الاقتصاد العالمي.
وبالنسبة لشهر يونيو، قال الصبان إن هناك إجراءات ستبدأ في شهر مايو بفتح تدريجي للاقتصاد العالمي، بدءا من الاقتصادات الكبرى مثل الاقتصاد الصيني، والولايات المتحدة، ودول في أوروبا، وكل هذا الانفتاح التدريجي وعودة النشاط الاقتصادي، تعود معه معدلات الطلب العالمي على النفط والمتوقع أن يظهر في شهر يونيو ولذلك يكون تأثر عقود هذا الشهر مختلفة.
وبهذا يكون الموعد الأقرب لبدء التحسن في الخام الأمريكي هو عقود يونيو التي تعكس أثر خفض إنتاج "أوبك بلس" على الأسواق العالمية، وأيضا ستكون اتضحت الصورة بالنسبة للفتح التدريجي للاقتصادين الأمريكي والصيني بشكل أكبر.
وأشار الصبان إلى خطة الولايات المتحدة لفتح الاقتصاد على مراحل بعودة النشاط الاقتصادى، وتبدأ في مايو المقبل وقد لا تكتمل إلا في شهر يونيو وبالتالي الطلب الأمريكي على النفط سيبدأ في التحسن والتحسن التدريجي ولذلك نجد أن هناك فروقات في أسعار العقود الآجلة بين شهري مايو ويونيو".