قال الكاتب الصحفى أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق، إن أهم المراحل السياسية في حياة الرئيس محمد حسنى مبارك ما بعد عام 2011، مضيفاً أن بها صعوبات ومشقة، وتعطى أبعاداً كثيرة في شخصية مبارك.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"، مع الإعلاميين لبنى عسل وحسام حداد، أنه يتوقف أمام مبارك الإنسان الذى رحل بعد عام 2011، حيث شاهده خلال فترة حكمه فى السفريات، وكان الرئيس مبارك منفتح ويتحدث عن كل خلفيات الأحداث السياسية، واستمع فيها كثيراً له، مردفاً:"أنا شخصيا عاصرت مرحلتى السادات ومبارك، وكنت موجود لما تم اختيار مبارك نائب للرئيس، وكنت مؤسس للحزب الوطنى، وكان فيه 50 شخص من الأعضاء، وكانوا يقولون له مساء الخير سيادة النائب، ولم يرد، وسألوا السادات عن سبب عدم رد مبارك عليهم، فرد السادات قائلا:"ليه أنا اخترتلكم مبارك عشان يبقى رئيس مصر، أنا جبتلكم واحد من جيل أكتوبر، وأبرز هذا الجيل، وسنه 46 سنة، هيقعد معاكم 20 سنة، أنا جبتلكم واحد يبني لكم البلد".
وتابع:" كان عندى يقين داخلى أن المشهد داه يحصل ولكن مكانش فيه شواهد، عندى احترام عميق جداً للدولة المصرية، وأنها أعمق مما نتصور، ومش أي حد يقدر يأثر فيها، ولما الإخوان مسكوا الحكم، كنت واثق إن البلد هترجع تانى للمصريين، وكنت مدرك إن التاريخ هيصحح المسار".
وأشار إلى أن الرئيس الراحل مبارك منذ 2011 احترم الدولة المصرية احتراما عظيماً، واحترم تاريخه احتراماً عظيما، وكان لديه فرص للخروج من مصر ولكنه رفض، وصمم الدفاع عن نفسه أمام كل الاتهامات، مضيفاً أن كل مؤسسات الدولة راجعت الرئيس خلال التسعة سنوات الماضية عن كل الأشياء، وكان كتابا مفتوحاً، وفى نفس الوقت رغم الاضطرابات التي حصلت في البلد كان صابراً، وعندما وقف أمام قاضيه الطبيعى وقال "أفندم" علمت أننا فى دولة، ومكانة الدولة عظيمة، كما ظهر شاهداً، قال: "أنا عندى أسرار تاريخية مش أقولها إلا بإذان من مؤسسات الدولة" وأدركت أننا أمام عقلية محكمة، تعلم ما تفعله لتحافظ على تماسك البلد، وكان لا بد للدولة المصرية أن تحترم تاريخها.
ولفت أسامة سرايا، إلى أن الوعى عند الدولة والشعب المصرى عالى جداً، مؤكداً أن أكبر وأنضج مراحل مبارك ما بعد 2011.