أوضح دكتور محمد سليم استشاري أمراض القلب، خلال لقاءه مع برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن الدراسات التي أجريت على فيروس كورونا المستجد، أثبتت أن له القدرة على إصابة مريض القلب أكثر من غيره، وتزيد من مضاعفات الإصابة لديه.
وأكد أن العامل النفسي هو السلاح لمواجهة كل الأمراض فقد يزيد مناعة الجسم أو يضعفها، وفي حالة التمتع بحالة نفسية جيدة تكون بقية أجهزة الجسم جميعها تعمل بكفاءة، ويتم التعامل مع المرض في أحسن صورة، لذا ينصح الطبيب بضرورة البعد عن التوتر والقلق وخصوصا لمرضى القلب، حتى يتم مواجهة أي أمراض بشكل قوي.
وفى سياق أخر كشفت دراسة طبية عن إمكانية تداخل فيروس كورونا المستجد، مع وظيفة العقاقير المعالِجة لحالات ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب؛ ما يُشَكِّل تحديًا للأطباء الذين يشرفون على علاج المرضى المعرَّضين للإصابة بأمراض خطيرة بجانب الفيروس المستجد،وذكرت دراسة حديثة - نُشرت نتائجها في مجلة "أمراض القلب" الطبية الأمريكية - أن فيروس "كورونا" قد يزيد من تعقيد الحالات المرضية، مثل عدم انتظام ضربات القلب وضغط الدم المرتفع والسكتات القلبية.
علاوة على ذلك، أظهرت مراجعة للدراسات دليلًا على أن العقاقير المُستخدمة لعلاج هذه الحالات - إنزيم تحويل هرمون الأنجيوتنسين، أو مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين، ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين - قد تؤدي إلى تفاقم تأثيرات فيروس "كورونا" في بعض الأشخاص، وتكمن المشكلة في كيفية تأثير هذه العقاقير على الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين 2، وهو بروتين وُصف بأنه "نقطة دخول" الفيروس المستجد إلى البشر.
ومع ذلك، أكد الباحثون أن الدراسة أوليَّة، حيث قال الدكتور أنكيت باتيل أخصائي أمراض الكلى وزميل في مستشفى بريجهام للنساء في الولايات المتحدة: "إن الكثير من البيانات التي لدينا حتى الآن تنبع من العمل العلمي الأساسي من إصابات سابقة بالفيروس التاجي، مثل السارس في عام 2003، وليس لدينا في الوقت الحالي معلومات كافية حول كيفية تأثير هذه العقاقير على الأمراض الشديدة، وما نعرفه هو أن مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين لا تثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، لأنه إنزيم مختلف".
يأتي ذلك في الوقت الذي اقترح فيه باحثون في الصين أن مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين قد تزيد من خطر الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، قائلين إن الروابط بين العقاقير والفيروس قد ترجع إلى حقيقة أن الظروف المصمَّمة لعلاج بعض الأمراض - مثل ارتفاع ضغط الدم - يبدو أنها تجعل بعض الأشخاص عُرضة للمرض.
كما أشار الباحثون الصينيون إلى أن مخاوفً مماثلة قد أُثيرت حول الإيبوبروفين وغيره من العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التي تتفاعل مع الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين 2، على الرغم من قلة البحوث السريرية في هذا الشأن.
وأضاف الدكتور أنكيت باتيل أنه من الممكن أن تساعد هذه العقاقير في معالجة "الحالة الالتهابية" التي يسبِّبها الفيروس، متابعًا أن العقاقير مثل مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين يمكن أن تكون مفيدة في العدوى النشطة، وقد ثبت أنها تقلل الالتهاب في القلب.
ومع ذلك، يهتم بعض الأطباء بشكل كافٍ بالروابط المحتملة بين هذه العقاقير وفيروس "كورونا" المستجد للحث على توخي الحذر، ولكنهم لا يوصون بفحص إضافي لهؤلاء المرضى للكشف عن الفيروس في الوقت الحالي، ولا يقترحون أن يتوقف الأشخاص عن تناول العقاقير الموصوفة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.