أجبر انتشار فيروس كورونا السلطات في جميع أنحاء العالم، على بذل جهود حثيثة لاحتواء انتشار مرض أصاب حتى الآن أكثر من 1.2 مليون شخص وقتل أكثر من 69000 شخص على نطاق العالم.
لكن قلة من زعماء العالم أثاروا الدهشة بسبب التصريحات التي أدلوا بها، والتي قللت من شأن الأزمة، أو تحتوي على معلومات مضللة عن فيروس كورونا أو تنصح باتخاذ اجراءات غير مفيدة إلى حد بعيد.
وفي حين غيّرت بعض الحكومات نبرتها بشأن الوباء في الأسابيع القليلة الماضية، تمسكت أخرى بمواقفها المتحدية والخطيرة في بعض الأحيان.
وحسب ما نقلته شبكة BBC عربى الإخبارية ، فإنه في 22 يناير، وبعد يومين من الإبلاغ عن أول حالة اصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أجرى الرئيس دونالد ترامب حوار مع أحد قنوات الإخبارية ، قلل فيها من احتمالات وصول الفيروس إلى البلاد.
وبعد شهرين فقط، ارتفع عدد الاصابات في الولايات المتحدة ليصبح الآن الأكبر في العالم، إذ تأكد وجود 330.000 حالة إصابة فيها بحلول 5 أبريل، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
وفي حين أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة حتى الآن (9633) لا يزال أقل من دول مثل إيطاليا وإسبانيا، قال ترامب إن عدد الوفيات في البلاد قد يصل إلى ربع مليون شخص.
ومع ذلك، انخفضت شعبية بولسونارو رئيس وزراء البرزيل، إلى حد كبير مع انتشار فيروس كورونا في البرازيل حيث اعترض الناس في العديد من المدن البرازيلية، المحاصرين في منازلهم، على خطابه الأخير من خلال ضرب الأواني وإحداث أعلى صوت ممكن وكانت مظاهرة ضد الأسلوب الذي تعامل فيه بولسونارو مع الوباء.
وبالإضافة إلى التقليل من مخاطر الوباء من خلال تصريحاته، تعمد بولسونارو مرارًا مخالفة توصيات التباعد الاجتماعي عن طريق الاختلاط مع مؤيديه. كما أنه يضغط ضد اجراءات الإغلاق التي يفرضها حكام الولايات البرازيلية.
ولذلك وقعت البرازيل أكثر من 11000 حالة مؤكدة بحلول 5 أبريل وانتشرت العدوى بسرعة إذ تضاعف عدد حالات الإصابة في غضون أربعة أيام فقط، وفقًا لأرقام وزارة الصحة.
لم يقلل الرئيس رودريغو دوتيرتي رئيس الحكومة الفلبينية ، بأي حال من الأحوال من التهديد الذي يشكله انتشار الفيروس للفلبين.
ومع ذلك تطبقت الحكومة الفلبينية إجراءات صارمة للتصدي للوباء، بما في ذلك عمليات الإغلاق وحظر التجول. ولكن كان هناك احتجاج واحد على الأقل في الشارع ضد نقص توفر المواد الغذائية في الأسواق.
ويذكر أن الفلبين شهدت أكثر من 3200 حالة إصابة بفيروس كورونا و150 حالة وفاة حتى الخامس أبريل.
وأشار التقرير إلى ان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو يرى أنه لا داع لأن تخشى بلاده فيروس كورونا وأثار تصريحه الكثير من اللغط بموقفه من تفشي وباء كورونا.
فقد سخر من الاقتراح القائل بأن على بلاده أن تحاول وقف إنتشار الفيروس، لأنه لم يستطع رؤية الفيروس "يحلق في الجو".
فيما قال في حديث أجراه ، أثناء مباراة لهوكي الجليد، إن الحشود في المباراة كانت جيدة لأن برودة الملعب ستحول دون انتشار الفيروس ووصف المخاوف من الفيروس بأنها "ليست أكثر من ذهان".
وبدا أن لوكاشينكو نصح باستخدام الساونا وتناول الفودكا كإجراءات لمحاربة الفيروس، لكنه تراجع عن هذه التعليقات في وقت لاحق، واصفا إياها بأنها كانت "مجرد مزحة".
ودأب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على مناقضة نصائح وارشادات مسؤولي الصحة العامة حول انتشار فيروس كورونا.
فبالإضافة إلى التهوين من مخاطر الفيروس، قام أوبرادور بجولة في البلاد وشوهد في تجمعات عامة وهو يقبّل الأطفال ويحيي مؤيديه عن قرب.
ولم ينتشر الفيروس في المكسيك بالسرعة التي انتشر بها في الولايات المتحدة المجاورة، إذ لم تشهد البلاد سوى 2،143 إصابة و 94 حالة وفاة، لكن خبراء من منظمة الصحة في الأمريكتين يخشون من أن يصل عدد الحالات الخطيرة في البلاد إلى 700،000.
وفي 30 مارس الماضى، أعلنت المكسيك حالة طوارئ صحية ولكن الإجراءات لم تصل إلى حد الإغلاق، ولا يزال مسموحًا بتجمعات تصل إلى 50 شخصًا، على سبيل المثال.
ولم يصدر الرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانجاجوا تصريحات مثيرة للجدل حول فيروس كورونا، لكنه اضطر إلى معالجة خلاف أثاره أحد أعضاء حكومته.
وكان وزير الدفاع أوبا ماتشنغوري قد قال إن الوباء هو انتقام الله من الدول الغربية التي فرضت عقوبات على زيمبابوي.
وقال منانجاجوا في 18 مارس "إن للأوبئة من هذا النوع تفسير علمي وهي لا تعرف حدودا، وكما هو الحال في أي من الظواهر الطبيعية الأخرى، لا يمكن أن ينحى باللائمة لها على طرف ما".
وأعلنت زيمبابوي عن 9 حالات إصابة فقط بحلول الثالث منأبريل، ولكن ثمة مخاوف من أن يتسبب إنتشار الوباء في مخاطر حقيقية لبلد يعاني اصلا من الفقر وتفتقر منشآته الصحية إلى التجهيزات الضرورية.
و اعترف الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بأنه تعمد حجب معلومات عن حالات الإصابة بفيروس كورونا حتى لا يلجأ الناس إلى سلوكيات مثل التهافت على شراء الضروريات.
لم تسجل إندونيسيا أي حالات إصابة بالفيروس حتى 2 مارس، لكن العدد تجاوز الآن 2200 (مع أكثر من 190 حالة وفاة) وأعلن ويدودو حالة طوارئ وطنية في 31 مارس.
ويقدر خبراء في كلية لندن للصحة العامة قبل أيام أن العدد الحقيقي للحالات يمكن أن يكون أعلى من 34000.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا، دوني مورجادو، في ندوة أن المشروبات العشبية تمنح الإندونيسيين حصانة ضد الفيروس.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحفيين في مؤتمر صحفي في الثالث من مارس إنه لا يشعر بالقلق من مصافحة الناس وسط زيادة انتشار فيروس كورونا في المملكة المتحدة، وكانت حجته أن غسل اليدين "هو الشيء الحاسم".
وأوضحت الحكومة البريطانية لاحقًا أن جونسون لم يصافح سوى الطواقم الطبية، وليس المرضى، لكن ملاحظاته لا تزال تثير الكثير من الانتقادات.
وأكد اختبار أجري لجونسون في 27 مارس اصابته بفيروس كورونا، وأدخل مستشفى في لندن في الخامس من أبريل لإجراء اختبارات روتينية كـ"خطوة احترازية".