قال الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء، إن النبي محمد ترك للإنسانية كنزًا لا تستطيع تحصيل فوائده وأنواره وأسراره، وبالتالي يجب أن يعبر المسلمون عن هذا الكنز وأن يوضحوه للناس بشكل جلي.
وأضاف الورداني خلال حواره عبر التليفزيون المصري ، أن الله عز وجل جعل النبي في سماء مطلقة لا يصل إليها أحد وذلك من خلال قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم"، مشيرًا إلى أن النبي محمد فوق الأخلاق، لكن كل خلق يراد استنباطه يكون منه.
وشدد الورداني، على أن أهل الشر يزعمون أنهم حراس القيم باعتبارهم محتكروها، مشيرًا إلى أن حراسة القيم تعني بأن يحرس الإنسان القيم في نفسه قبل أن يحرسها في الآخرين: "بلاش فكرة شرطي العالم، المسلمين مش شرطي الأديان ومش شرطي القيم، أنتم أصحاب رسالة قيمية تنشروها في العالم".
وتابع: "النبي هو السماء التي تمطر الأخلاق، وعندما نتعامل معه يجب أن نتعرف عليه لا أن نتعرف على فهمنا له، إذ أنه خلق مبرئًا من كل عيب، فهو عجيب ومن أنواره ما تنصلح به الأحوال في كل زمان ومكان، فسيرته لا تنتهي عجائبها، وترك لنا مخزونا نستطيع أن نحيا به".
وأردف، أن النبي محمد علم المسلمين أشياءً هم في أمس الحاجة إليها في هذا التوقيت، وبخاصة مع شعورهم بالغضب الشديد بسبب الرسوم المسيئة له، موضحًا: "أول شيء هو الحفاظ على المجتمع، فالنبي حافظ على مجتمعه لبنة لبنة وحافظ على أولاده وأصدقائه وأزواجه وأحبابه وعندما كان يتعامل مع زوجاته كان يتعامل برقي ما بعده رقي، ولم يتعامل مع زوجته من مقام النبوة فقد قال لزوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه يعلم متى تكون راضية عنه ومتى تكون ساخطة، إذ لا يعقل أن يسخط أحد على النبي، لأنه كان يعلم أنها كانت تعاملها كزوج".
وواصل موجهًا حديثه للمصريين: "حافظوا على مجتمعاتكم من أول البيت حتى الدولة، والنبي كان يحب التنمية وبالتالي يجب أن تنموا بلدكم، وأن يظل الإنسان دائمًا في سعيه نحو الترقي والتطور"، مشددًا على أهمية الوعي في هذا الإطار بصفته الاحتياطي الحقيقي للدول والمجتمعات، إذ أن أي مجتمع بلا وعي يكون في مهب الريح
وأشار، إلى أن مثلث الرعب عبارة عن "انخفاض الوعي"، ثم ضلعي "الزيادة السكانية"، و "التطرف والإرهاب"، مشددًا على أن النبي أسس الوعي في المسلمين وكان يتحدث دائمًا عن أهمية العلم والمعرفة، ووجههم دائمًا بأن يسألوا العلماء، وحراسة القيم، لأنه في حال عدم حدوث ذلك فإن الحياة تفسد.
وواصل: "كنا نركب المواصلات ونرى شرطيي الدين، وهؤلاء يحاولون منع الناس من القيام ببعض التصرفات، وما حدث أن الدين لم يصبح نصيحة وترتب على ذلك حدوث فجوات في المجتمع".
وأكد، على أن النبي هو الحب وطريق الحب، وبالتالي فإن التكفير والكراهية جرأة على الله عز وجل والنبي محمد، إذ قال إن كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، كما قال الله في كتابه العزيز "وادعوا إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، لافتًا إلى أهمية أن يكون المسلم ميسرًا وأن يقدم الحلول، وأن يساعد غيره على بناء شخصيته.