أكد الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية ووزير الشباب والرياضة الأسبق، أن نجاة مصر من مصير دول ثورات الربيع العربي خلفه عدة أسباب أولها أنه مجتمع متجانس مقارنة بالدول التي شهدت اضطرابات مثل ليبيا وسوريا وغيرها، حيث أن هذه الدول تركيبها الديموجرافي قبلي ومذهبي وطائفي.
وتابع خلال لقاء عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "ON"، فى فقرة خاصة لقراءة مسار ثورة 25 يناير بعد مرور عقد عليها، أن مصر مجتمع متماسك ومتجانس مقارنة بالمجتمعات الآخرى المنقسمة اجتماعيًا لمذاهب وطوائف وتيارات عقائدية مختلفة وأعراق وقبائل حتى الأحزاب في تلك الدول عبارة عن قبائل ومذاهب طائفية.
وواصل: "السبب الثاني أن مصر بها مؤسسات دولة راسخة رغم كل "الهيجان السياسي" لكن ظلت قطاعات الدولة من مخابز وكهرباء وغيرها مستقرة ممكن يكون فيها مشاكل لكن لم تسقط ولم يحدث مجاعة".
أضاف علي الدين هلال: "للأسف أكثر القطاعات التي تأثرت وقت ثورة يناير هو قطاع الأمن الداخلي ممثلًا في وزارة الداخلية في قطاع السجون بسبب تهريب السجناء واقتحام السجون وكان هدفه الرئيسي التقليل من شأن الشرطة وهذا كان هدفًا واضحًا".
أما السبب الثالث فقال: الجيش المصري فهو مؤسسة كبرى وجيش موحد وغير مسيس وغير قبلي، بالتعبير العلمي جيش محترف مهمته فقط الدفاع والارتباط بالوطن لا يدخل في الخلافات السياسية وهذا على مدار تاريحه حيث لعب دورًا مهمًا في بناء الدولة المصرية في عهد محمد علي وهو من تبنى ثورة عرابي التي تبنت المطالب الوطنية المصرية، وعلى مدار التاريخ لم يقف الجيش ضد مطالب الشعب ولم يكن يومًا أداة في يد الملك أو المحتل ضد الشعب".
وذكر أنه بعد 10 سنوات من 25 يناير 2011 عادت الدولة المصرية والكفاءة لمؤسساتها، موضحا أنه ليس هناك تنمية مستدامة دون وعى سياسى يساندها.
ولفت إلى أن هناك نسب كبيرة من المصريين والشباب لديهم اعتقادات تخالف رؤية الدولة التنموية، متسائلا: "لا أفهم لماذا التأخر في إصدار قانون المحليات".
واقترح على الدين هلال أن الأحزاب التي تفشل في دخول البرلمان لدورتين متتاليتين يتم تجميدها، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من الأحزاب السياسية موجود في القاهرة فقط.