أبدى الدكتور صلاح هريدى، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة فى جامعة الإسكندرية، رئيس الفريق الفائز فى المسابقة المعمارية الدولية لإعادة إعمار مجمع جامع النورى فى الموصل بالعراق، تفهمه للانتقادات التي وجهت لفوز فريق مصرى بمسابقة إعادة إعمار المسجد بالزخارف المصرية، وقال: "عندما يكون مشروعا جديدا فى منطقة لها ثقل وقدر تاريخي كبير، طبيعي يكون فيه اختلاف فى الرأي".
وأضاف "هريدي" في حوار مع برنامج "من القاهرة" مع الإعلامى عمرو عبد الحميد، مساء السبت، عبر فضائية "سكاى نيوز عربية": "الاختلاف فى الرأى مرجعه إلى حد بعيد عدم وضوح المشروع في البداية، والقصة أن جامع المسجد النورى ومأذنته الشهيرة تم تدميره وارتأينا إضافة قطعة أرض مجاورة لعمل مبانى تعليمية وغيرها ليتحول المكان هذا لمركز إشعاع حضاري وليس دينيا فقط، الناس عندما رأت الصور أو المناظير التي تم رسمها للجزء التعليمي بعد دمج نماذج من الحضارة المصرية بالعراقية، ثارت الانتقادات، ولكن المقصود يكون فيه نوع من الهدوء كي لا يتصارع مع عمارة المسجد اللى تم الحفاظ عليها تماما، ويمكن ده اللي عمل الجدل وأثار الانتقادات".
وأشار "هريدي" إلى أن الجامع النوري لن يتغير شكله مطلقاً كما ردد البعض، وسنحافظ على العمارة بداخله كما كان قبل أن تهدمه داعش.
فيما قال الدكتور شريف فرج، أحد أعضاء الفريق، أن القواسم المشتركة بين الحضارة المصرية والعراقية في العمارة تمت الاستفادة بها في المسابقة، وقال: "المشروع بيظهر للناس في مجموعة من الرسوم والحلول التي تقدم متطلبات فى المسابقة، لكن الموضوع أعمق من الرسومات بكثير، فالدمج بين الحضارات كان السبب الرئيسي أن نفوز بالجائزة الأولى لأنه كان مزيجا بين العوامل والحلول المعمارية لتلبية متطلبات فراغية وما بين تأصيل للعمارة العربية والموصلية بشكل محدد، واستفدنا بالطبع بين التواصل الحضاري والمعماري بين الحضارة المصرية والعراقية فنحن لدينا نفس المشاكل المشتركة ونفس الحضارات التي تشربت من بعضها فهذا كان أمر هام للاستفادة منه".
وأكد "شريف" أن الفريق المصري سيحافظ على الهوية التاريخية في المسجد النوري بالعراق، مضيفا: "كنا حريصين على الإبقاء على المئذنة الحدباء رغم أنها لم تكن ضمن المسابقة"، مشيرا إلى أنه ضمن الخطوات المقبلة سنزور الموصل وسنتواصل مع الأشقاء بالعراق.