شدد الدكتور أحمد المرسي، أستاذ الأدب الشعبي والفولكلور بجامعة القاهرة، على ضرورة جمع التراث المصري الشعبي وتوثيقه وصونه، متابعا: «مفيش أمة من الأمم نهضت دون أن تجمع تراثها وتصنفه وتغربله، وتقف منه موقفا نقديا، وتبقي ما يصلح للحاضر وما لا يصلح تبقيه على الرف».
وأضاف «المرسي» خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، الذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، أن مصر غنيه بالسير التي لم تعد تروى حاليا، حيث أنها أحد أغنى الثقافات الإنسانية بالسير الشعبية، قائلا: «إحنا الثقافة الوحيدة اللي أقامت سيرة بطلتها امراة، وهي سيرة الأميرة ذات الهمة».
وأوضح أن سيرة بني هلال هي سيرة مستمرة، لأن فيها قدر كبير من الصراع قائمة على القتال والحرب والكر والفر، بالإضافة إلى الجوانب الإنسانية الموجودة فيها من شخصيات الأطفال، وخصوصيتها تعتمد على أن بها فكرة القبلية، متابعا: «فيه جماعات بترجع أصولها على كونهم أبناء أبو زيد، وفيها عناصر درامية كثيرة تساعدها على البقاء وبتتعدل».
وأكد أن السوريين قد أطقلوا سيرا تاريخية كسيرة الظاهر بيبرس، وهي أحد أهم السير التي من المفترض أن تتناول بشكل درامي لأنها تظهر كيف استطاع المصريون أن ينتصروا على التتار، قائلا: «الظاهر بيبرس رغم أن صورته في التاريخ سيئة لأنه غدر بصديقة وقائده قطز ولكن كل هذا لم يهم الشعب المصري، وكل ما هم الشعب هو أن القائد قد حقق العدل».
وتابع: «المشكلة في تاريخنا أنه كان تاريخ الأمراء والملوك والفرسان والمشاهير، والتاريخ الاجتماعي للناس أصدق كثيرا من التاريخ الرسمي الذي يقوم به المؤرخون لأنهم يكونوا مرتبطين بالحكام والأغراض والمصالح والأهواء، فلما يتعارض التاريخ الرسمي مع الشعبي فأميل إلى التاريخ الشعبي لأنه صادق ولا يحكمه الهوى».