حينما يسأل شخص عن شىء غير واضح المعالم أو غير منطقى، ولا يجد المجيب إجابة يقول "المخرج عاوز كده"، لتتحول تلك الجملة إلى "إيفيه"، يدل على الإصرار على فعل الخطأ، دون من مبرر، ولكن كنوع من الديكتاتورية، ولكن بلغة السينما، لأن المعروف أن المخرج هو المسئول الأول والأخير عن العمل السينمائي، أو حتى الدرامى والمسرحي، فهو الذى يأمر وينهى، ويختار ويقرر، دون تدخل من الآخرين.
عدد كبير من الأفلام والأعمال السينمائية التى أنتجت فى السنوات الأخيرة، عانت من "اللامنطقية" فى النهايات، ولكن وبالتأكيد لكل مخرج الحق فى إخراج فيلمه بالصورة التى يراها هو مناسبة، وللجمهور أيضا وكذلك النقاد الحق فى إبداء أرائهم فى الفيلم حتى وإن كان سلبيا.
وخلال الألفية الجديدة، حققت مجموعة كبيرة من الأفلام شهرة واسعة، وإيرادات كبيرة، ومازالت حتى الآن تعرضها القنوات، ومع ذلك، فقدت تلك الأعمال المنطقية فى نهايتها، ولكن يظل "المخرج عاوز كده".
عسل أسود..
رغم جودة العمل، ونجاحه، وإثارته لمشاعر وطنية، أحس بها كل من شاهد الفيلم، إلا أن "عسل أسود" افتقد للمنطقية فى نهايته، ربما حاول المؤلف والمخرج أن يرسلا رسالة معينة للجمهور، ولكن على المستوى الفنى لم تكن نهاية مقنعة، حيث صعد مصرى العربى، الطائرة عائدة لأمريكا، بعدما وقع فى غرام مصر، بلده الأم، ولكن ما شاهده من صعوبات جعله غير قادر على الاستمرار، ولكن بعد تفكير للحظات، ومع انطلاق الطائرة بدقائق، أوهم المضيفة أنه مريض وعلى كابتن الطائرة أن يعود مهددا إياه ببسبوره الأمريكانى، ورغم نبل النهاية ورمزيتها، ولكنها تختلف مع واقعية الفيلم.
نور عينى..
قدم هذا الفيلم كل من تامر حسنى ومنة شلبى وعمرو يوسف، وحقق نجاحا ملحوظا، حيث ينتمى لنوعية الأفلام الرومانسية الكوميدية، ولاقى إعجاب الجمهور، ومع ذلك، بدت نهايته التى صاغها تامر حسنى صاحب القصة، والمخرج وائل إحسان، غير منطقية، فبعد سوء الفهم الذى حدث بين تامر وحبيبته سارة، يعود بعد علمه بوفاة أخيه، فتظن سارة أنه تركها لأنها "ضريرة" فتسافر وتتعرف على طبيب وتخطب له، وبالصدفة، نكتشف أنه صديق نور "تامر حسنى" فتعود سارة وخطيبها بعدما أصبحت ترى، ويراها نور فيرفض الحديث أمامها خوفا من أن تكتشف صوته، وتعرف أنه نور، وتسير الأحداث لنهاية الفيلم، ليتخلى عمرو يوسف عن سارة تاركا إياها لصديقه نور.
"رحلة حب"
يعتبر الفيلم من أكثر أعمال فؤاد نجاحا خلال مسيرته، وقدم الفيلم بالاشتراك مع مى عز الدين فى أول ظهور لها، وشاركهما البطولة أحمد حلمى، وللمخرج أحمد البدرى ورغم أنه ليس الأنجح فى مسيرة فؤاد، ولكنه يعرض كثيرا على قنوات الأفلام، وحاول المخرج خلال نهايته أن تكون النهاية سعيدة، فبعد شهرة على "فؤاد" يطلب يد مى ولكن والدها يرفض، ويحاول ابن عمها أن يقتله بحادث سيارة، فبعد تعافيه، يرفض على أن يزج به فى السجن، رغم قدرته، وثم يقرر السفر فى رحلة عمل طويلة، فتكتشف مى ذلك، وتذهب هى ووالدها للمطار، وتدخل بالسيارة حتى ممشى الطائرة، ولكن الطائرة تقلع أمامها، فتظل تبكى، ولكن على يشاهدها من نافذة الطائرة لأنها طائرة خاصة وصغيرة، فيأمر الكابتن بالعودة، ليقول له منتجه "احنا مش ميكروباص يا على" وبالفعل تعود الطائرة وتهبط، وينتهى الفيلم النهاية السعيدة.
من نظرة عين..
يختلف هذا الفيلم عن أى عمل أخر، فى غرابة قصته، وأحداثه، وحواره، وأيضا نهايته، فالفيلم من بطولة عمرو واكد ومنى زكى وبسمة، وهو عن مصور غريب الأطوار، يأتيه "أوردر" بتصوير عروسة يوم فرحها، منذ بداية اليوم، وحتى نهايته، وحينما يدخل غرفة العروسة، يبلغها أنه يحبها رغم أنه يراها للمرة الأولى، ويظل يطاردها طول الفيلم وسط أهله وأخيها وأصدقائها، وتسير الأحداث فى سياق عجيب، حتى لحظة الزفاف، فيذهب المصور لغرفتها، ويصطحبها مع جدها، لعجوز حجز قاعة للزفاف، ليحتفل بذكرى زفاف على حبيبته الراحلة، ويتحدث عن أهمية الحب، وعدم ضياع الفرص، فيميل قلبها للمصور وتجلس بجانبه فى "الكوشة" وسط دهشة الحضور، والفيلم للمخرج إيهاب لمعى.
السيد أبو العربى وصل..
يرصد الفيلم "الكوميدى" الشخصية البورسعيدية الشهيرة "أبو العربى" ومغامراته فى مصر، واليونان، و"فشره" المعروف بها، حيث يقوم ببطولة الفيلم هانى رمزى ومنة شلبى ووحيد سيف وصلاح عبد الله وإخراج محسن أحمد، وتبدو نهاية الفيلم غير منطقية، فبعدما عاد أبو العربى من اليونان، بعدما أصبح رجل أعمال، يثبت شهامته مع غريمه صلاح عبد الله، والذى سيتزوج من حبيبة أبو العربى، ولكن فى زفافهما، يحضر أبو العربى للتهنئة، ولكنه يبلغ أبو المعاطى أنه وضع مخدرات فى بدلته، ليهرب أبو المعاطى، ويحل محله أبو العربى فى الزفاف، ويتزوج مهجة، ولكن تبدو النهاية ساخرة مثل أحداث الفيلم.
ويجا..
هو واحد من أهم أفلام المخرج خالد يوسف، لا سيما أنه جمع عددا كبيرا من النجوم فى ذلك الوقت، وهم منة شلبى وهند صبرى وشريف منير ودولى شاهين وهانى سلامة، ورغم أن مشهد النهاية كان مفاجأة، ولكنه يبدو للبعض غير منطقى، حيث نسمع دوى أكثر من 3 رصاصات ليدخل هانى رمزى الغرفة التى جاء منها الصوت، وترتسم الدهشة على وجه، دون أن نعلم ما حدث، ولكن التفسير الأقرب هو قيام شريف منير بقتل جميع من معه، ثم انتحاره.
الغواص..
لم تحظ أعمال النجم الراحل عامر منيب السينمائية، بالنجاح الكافى، عكس أعماله الغنائية، ففى فيلم "الغواص" يجسد عامر شخصية غواص مصرى عالمى تتركه زوجته لضيق الحال، وتترك له ابنهما، ويصاب الغواص بمرض فى الرئة يمنعه من الغوص مرة أخرى، ورغم ذلك تظهر طليقته، ويصبح الابن فى ارتباك، وهنا تظهر مسابقة دولية للغوص، يقرر عمر الاشتراك بها، رغم تحذيرات الأطباء، ولكن كعادة الأفلام المصرية، ينجح الأب فى كسر الرقم القياسى، ويفوز بالبطولة، ويصبح البطل فى نظر ابنه.
صباحو كدب ..
قدم هذا الفيلم النجم الكوميدى أحمد أدم، ورغم عدم نجاحه فى ذلك الوقت بالسينمات، إلا أنه نجح بعد ذلك حينما عرض بالتليفزيون، ولكن تظل نهاية الفيلم "نهاية هندى" حيث يسقط نعناع الضرير من سلم بيته، فيعود له نظره، ويرفض الإفصاح عن ذلك، فتتضح له حقائق من حوله، وكيف يستغلونه ولا يحبونه، وفى مشهد النهاية، تصطدمه سيارة، ليعود مرة أخرى كفيفا.
واحد صحيح ..
على المستوى الفنى، كان واحد صحيح من أفضل الأعمال السينمائية التى طرحت فى موسمه، وأيضا جمع نجوم السينما هانى سلامة وبسمة وكندة علوش وياسمين رئيس ورانيا يوسف، وعن قصة شخص متعدد العلاقات النسائية، وحينما يقرر الاستقرار فى النهاية وأن يتزوج، فجأة يشعر أثناء الزفاف، أنه لا يريد الاستمرار، فيرحل من الزفاف بشكل عادى وتلقائى ووسط الحضور.
اللى بالى بالك..
دائما ما كانت شخصية اللمبى من الشخصيات التى أثرت الكوميديا فى السينما المصرية، وقدمت فى السينما والدراما أكثر من 5 مرات، ولكن فى اللى بالى بالك، كانت جرعة الضحك عالية، ولكن بشكل غريب تنتهى الأحداث، فبعد أن يقوم رياض أو اللمبى بمهمة وطنية، ويمنع هروب رجل أعمال فاسد، يترك بدلته العسكرية، ويسير على أحد الطرق وهو لا يعرف سواء إذا كان رياض أم اللمبى، فتظهر زوجته، وتبلغه أنها تحبه، وأثناء ذهابه لها، يصدمه "أوتوبيس" سياحى، فيتحول إلى شخص أجنبى.