لم تكن رحلة الإعلامية الراحلة عواطف البدري رحلة سهلة وميسورة لكنها كانت رحلة إذاعية حافلة بالمشقات فقد كان أول برنامج لعواطف هو «إلى الآباء والأبناء» الذى قدمته عام ١٩٥٤ واستمر لمدة 8 سنوات، ومن خلاله عرفها الناس وأصبح اسمها مشهورًا بين الإذاعيين من أبناء جيلها لكنها تم استبعادها من العمل بالإذاعة عام 1971 بسبب عضويتها فى التنظيم الطليعى الذي دخلته بناء على رغبة وزير الإعلام محمد فايق الذي أبلغها أن الرئيس عبد الناصر يريدها معهم فى التنظيم الطليعى، ورغم عدم حبها للسياسة إلا أنها لم ترفض طلب عبد الناصر وفرحت به جدًا، لكن هناك آخرين أساءوا لهذا التنظيم، ولهذا السبب تعامل السادات معها بقسوة عقب توليه الحكم واعتبرها ناصرية متعصبة ولا يصح بقاؤها فى الإذاعة باعتبارها مركز قوة ونقلوها للعمل فى وزارة الزراعة، وكان وقتها سيد مرعى هو وزير الزراعة، وعرض عليها العمل بأفضل المواقع بالوزارة لكنها اختارت المكتبة لأنها كانت تحب القراءة، وظللت فى تلك المكتبة أربع سنوات كتبت خلالها أعمالاً إذاعية عديدة لكن الأمور تعدلت بعودتها للإذاعة وترقيتها بشكل طبيعى حتى أصبحت وكيلة وزارة الإعلام.
قدمت الإعلامية الراحلة في الإذاعة تجربة فريدة جدًا عقب عودتها وهي برنامج تقوم فكرته على الحكى بلسان الجماد أو الحيوان، وكان لكل حلقة عنوان، ومنها مثلاً «يوميات مرآة» و«يوميات شماعة» وهذا البرنامج اشترته إذاعة «بى بى سى» وحقق نجاحا كبيرا وقتها، وشكرها عليه الوزير أحمد كمال أبوالمجد.