بالرغم من الظروف القاسية التى نشأ وتربى فيها، إلا أنه استطاع بعزيمة غير عادية مقاومة التحديات، بل ونظرة المجتمع السلبية لكل أقرانه، وأصبح إنسانا نافعا لمجتمعه وبلده، فى وقت تحول فيه غالبية من مروا بظروفه إلى عنصر غير مجد إن لم يكن غير مرغوب فيه مجتمعًا حتى يتحول لمشروع "مجرم"، بل على النقيض من ذلك، استطاع أن يحصل على لقب "اليتيم المثالى"، هو عفيفى مصطفى، ذلك الشاب العشرينى الذى تصلح قصته أن تكون فيلما سينمائيا خالصًا.
فى البداية، قال عفيفى، خلال لقائه ببرنامج "ست الحسن"، الذى تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن، على قناة ON E، " عثر الأهالى عليا وأنا طفل رضيع، فقاموا بتسليمى لقسم الشرطة، الذى قام بدوره بتحرير شهادة ميلاد لى، ومن ثم سلمنى إى إحدى دار الأيتام فى المنصورة"، موضحًا أن الفترات الأولى من عمره لقى معاملة حسنة من قبل الدار.
وأضاف "عفيفى"، "الحياة فى دار الأيتام عدة مراحل، وفى المرحلة الأخيرة كانت المعاملة سيئة للغاية والإهمال شديد، حتى كنا نتعرض لإهانة شديدة وصلت إلى أن بعض المشرفين كانوا يعايروننا بقولهم أنتو نسيتوا نفسكم ولا إيه؟".
وتابع عفيفى قصته، "حصلت على الثانوية قبل أن أخرج من الدار عند سن 18 عاماً، ولكن كان هدفى الحصول على شهادة جامعية، وبالفعل رغم الصعوبات الكثيرة التى قابلتنى فى حياتى بعد خروجى من الدار، إلا أننى استطعت بفضل من الله الحصول على بكالوريوس تجارة، وكنت بشتغل 3 شغلانات علشان أعرف أكمل تعليمى، وكنت بنام فى الشارع 7 سنين علشان ماكنش حد عاوز يسكنى عنده".
وانتقد "عفيفى" عدم توفير الدولة للوظائف والسكن لأقرانه من الأيتام، قائلا، "حقى على الدولة توفير سكن ووظيفة وملاقتش حاجة من دى، وأمنية حياتى يكون عندى شقة".
وعن وجود بعض العراقيل أثناء تقدمه لخطبة إحدى صديقاته فى العمل، قال "عفيفى"، فى البداية واجهت صعوبات ورفض وتشكك من جانب أهل زوجتى، إلا أنهم فى نهاية المطاف وثقوا بى وقبلوا زواجى من ابنتهم، ولكن لا ألومهم على موقفهم هذا، اترفضت فى البداية وحسيت إنهم قلقانين منى ولسان حالهم ها نأمن على بنتنا معاك إزاى وها نرجع لمين لو حصلت أى مشكلة؟".
وأشار إلى اللحظات النفسية السيئة التى مر بها، بعد أن رزقه الله بالطفلة "بتول"، قائلا، "تعبت نفسيا لما بنتى هاتكبر وتسألنى عن أهلى، هارد عليها وأقولها أيه".