لم أهتم كثيرًا بخبر اعتزال شيرين عبد الوهاب الذى وجهته لجمهورها عبر الصحافة اللبنانية، فلست من عشاقها وأبدًا لن أكون، فالمطربة بالنسبة لى تمثل حالة عادية أو أقل من العادية، لكن بالنسبة لجمهورها تمثل أى شىء وكل شىء.
كذلك لم أصدق مشاعر بعض المطربات اللاتى خرجن يعلن الندم والحسرة على اعتزال شيرين عبد الوهاب، ويطالبونها بالرجوع والعدول عن القرار، وأظن أن مشاعر بعضهن ليست حقيقية كما يدعين بل يتمنين اعتزالها للأبد حتى يتربعن هن على عرش الأغنية، لأن شيرين (رغم عدم سماعى لأغانيها) نجمة فى عالم الغناء العربى، و(صراحةً الوحيدة التى صدقتها أحلام رغم أنى لا أحبها ولا أطيقها لا شكلاً ولا غناءً).
لكن.. من المستفيد من اعتزال شيرين الغناء؟.. بالطبع كثيرون خصوصا من المطربات، فشيرين ربما تكون أكثر نجمة مصرية لها جماهيرية فى دول الخليج، لذا فأعدائها كثيرون، ويتمنون خروجها من المشهد الغنائى، حتى "تصفصف عليهم" ومنهن مطربات مصريات "نفسهن يستفدن من اعتزالها باحتلال مكانها فى الغناء المصرى".
فى نظرى قرار اعتزال شيرين عبد الوهاب ناتج عن "مراهقة عاطفية" لا أكثر، وربما يكون رسالة تهديد تبعث بها لـ"شخص ما"، هذه الرسالة تعنى أنها كرهت كل شىء ولا يهمها أى شىء وأنت السبب فى كده، لذلك تقول فى رسالتها: "عايزة أعيش فى سلام والناس ما تزعلش منى، وقرار الاعتزال مش متسرع ولن أرجع فيه، أنا عليا ضغوط كبيرة فى الحياة، وعايزة أعيش لبناتى وأهتم بيهم".. وطالما ذكرت جملة "أعيش لبناتى واهتم بهم" فالموضوع يتعلق بالعاطفة لا أكثر تريد أن تنشغل بأبنائها بعيدًا عن الحب.. هكذا تهرب المرأة عندما تقع فى الحب وتتعذب به أو يعذبها تلجأ إلى أولادها وأهلها، لكن لن يفيدوها شيئا طالما تفكر فى الحب.
شيرين ستعود إلى الغناء بعد أن يبرأ جرحها العاطفى الذى تعانى منه الآن فهى تسير على منهج الراحل الكبير جبران خليل جبران عندما قال: "إن النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة والانفراد، فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى فى كهفه حتى يبرأ أو يموت".